أكد خبراء دوليون بارزون خلال مناقشة جرت بداية الأسبوع الجاري بنيويورك حول قضية وحدتنا الترابية أن الحل السياسي لقضية الصحراء المغربية هو وحده الكفيل بتسويتها، مشيرين إلى إجماع المغرب وتوحده حول وحدته الترابية ودور الجزائر في هذا النزاع المفتعل. وخلال هذا اللقاء، الذي نظمه كل من مجلس العلاقات الخارجية كونسيل فورين رولاشيون وهو معهد أمريكي ذائع الصيت متخصص في الدراسات السياسية الدولية، والمعهد الأمريكي المغربيأمريكان موروكان انستيتيوت وهو مؤسسة للبحث والنهوض بالتبادل الثقافي بين الرباط وواشنطن، استنادا لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال أخارالي ثوبهاني، أستاذ بشعبة الدراسات الإفريقية و بقسم الدراسات الخاصة بالشرق الأدنى في جامعة دنفر، إن الحل السياسي أضحى المخرج الأكثر واقعية في وقت أصبح فيه الاستفتاء مسألة متجاوزة واستئناف العمليات العسكرية ممارسة لا جدوى منها. وأبرز المتحدث نفسه، الذي أقام بالصحراء المغربية للوقوف عن كثب على حيثيات وظروف النزاع، التحولات الكبيرة التي شهدتها الأقاليم الصحراوية منذ التحاقها بالوطن الأم، من خلال الاستثمارات التي عرفتها في أفق النهوض بهذه الربوع على الصعيد الاجتماعي، وتنميتها اقتصاديا، مستعرضا في الوقت نفسه عددا من المنشآت والمؤسسات التي تم تشييدها بهذه الأقاليم المغربية، دون أن يخفي إعجابه بما تحقق فيها على مستوى البنيات التحتية التي تم إنجازها بكل من العيون والداخلة والسمارة. ومن جهة أخرى أشار ثوبهاني إلى أن استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية لم تمله أو تحركه رغبة في الحصول على مواردها، وإنما وقف وراءه هاجس توحيد سكان الشمال والجنوب للمملكة الذين فرق بينهم الاستعمار، مذكرا بمشروعية المطالب المغربية والروابط التاريخية القائمة بين القبائل الصحراوية والمملكة. ومن جانب آخر رفض ويليام زارتمان مدير برنامج تدبير النزاعات بكلية الدراسات الدولية بجامعة جون هوبكينس الفرضية التي يشيعها أعداء الوحدة الترابية للمملكة والتي تفيد بأن قضية الصحراء مماثلة لقضية تيمور الشرقية، موضحا أن مشكلة هذه الأخيرة ترتبط باختلافات إثنية ودينية وتتعلق بساكنة تعدادها جد هام، في حين أن هذه المشاكل لا تطرح إطلاقا بالنسبة للصحراء التي يرتبط وضعها بإقليمي سيدي إيفني وطرفاية، اللذين استرجعهما المملكة في وقت سابق في إطار استكمال وحدتها الترابية. وكشف المتدخلون في المناقشة، التي شارك فيها محمد بنونة، ممثل المغرب الدائم بمنظمة الأممالمتحدة إلى جانب خبراء ومسؤولين من المنظمة نفسها ودبلوماسيين ممثلين لبلدانهم، عن الدور الجزائري في الملف، معربين عن استغرابهم مواصلة الجزائر معاكسة وحدة المغرب الترابية. من جانب آخر، كشفت بعض المصادر الإعلامية المطلعة عن أن الحكومة الإسبانية الجديدة تسعى، بعد أن اتضحت لديها المعطيات الكافية حول الصحراء المغربية، قد تعلن في الأسابيع القليلة المقبلة عن اقتراح إجراء لقاء مباشر بين المغرب وجبهة البوليساريو تحت إشراف فرنسي وإسباني تحتضنه مدينة إسبانية، يكون الهدف منه، حسب المصادر نفسها، إجراء مباحثات مباشرة بين الطرفين على شاكلة اللقاءات التي جرت بينهما في الماضي. ع. الخالدي