ثمن أعضاء الوفد البرلماني، الذي قام خلال الفترة المتراوحة بين 19 و22 أبريل الجاري، بجولة استطلاعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، عاليا التضحيات الجسام، التي تقدمها القوات المسلحة الملكية الباسلة، وتفانيها الدائم للدفاع عن حوزة الوطن. وستظل هذه الزيارة راسخة في ذاكرة أعضاء الوفد، الذي ضم حوالي خمسين نائبا ومستشارا من غرفتي البرلمان . وبدأت رحلة أعضاء الوفد، يوم الاثنين الماضي، من مطار سلا، ليقطعوا بعد ذلك آلاف الكيلومترات، حيث توجهوا على التوالي إلى كل من أكادير، والسمارة، والعيون، والداخلة، وأوسرد . وتميزت هذه الجولة، على الخصوص، بزيارة أعضاء الوفد لوحدات القوات المسلحة المرابطة بالجدار الأمني بإقليمي السمارة وأوسرد . ولدى وصول الوفد إلى السمارة، بعد قضاء يوم بأكادير، حيث استقبل من طرف الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، توجه الوفد رفقة عدد من الصحافيين، على متن عربات عسكرية في اتجاه منطقة فريرينات على بعد حوالي 40 كلم عن مدينة السمارة. ووقف الوفد بعين المكان على ظروف اشتغال وحدات القوات المسلحة بالجدار الأمني، الذي أفشل أي محاولة لتسلل خصوم الوحدة الترابية للمملكة. كما قدم ضباط سامون بالقوات المسلحة الملكية لأعضاء الوفد شروحات حول مهمة الوحدات المتمركزة قرب الجدار الأمني، وكذا حول الوسائل والتجهيزات الموفرة لها للدفاع عن حوزة المملكة. تحية إجلال وإكبار للقوات المسلحة الملكية الباسلة وأشاد أعضاء الوفد بهذه المناسبة بروح التضحية، التي ما فتئ يبين عنها هؤلاء الجنود، وبتفانيهم في الدفاع عن حوزة البلاد وخدمة القضايا الوطنية المقدسة . بعد ذلك شد أعضاء الوفد الرحال إلى مدينة العيون، حيث عاينوا النهضة العمرانية بالمدينة، كما اطلعوا على مختلف مرافق القاعدة الجوية الرابعة، التي استمعوا بها لعدة عروض حول مهام هذه القاعدة، والوسائل التي تتوفر عليها لتأمين الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. ويوم الخميس الماضي، توجه الوفد بواسطة مروحيات لزيارة وحدة للقوات المسلحة الملكية مرابطة بالجدار الأمني، في منطقة جبل تضرضورت على بعد 30 كلم عن مدينة أوسرد. وبهذه المناسبة، أيضا، نوه البرلمانيون مجددا بتضحيات ومجهودات أفراد القوات المسلحة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وفي هذا الصدد، قال سالم الشكاف، رئيس لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني بمجلس المستشارين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الجولة المهمة أتاحت للوفد البرلماني الوقوف عن كثب على التضحيات الجسام، التي تقدمها القوات المسلحة الملكية، وتفانيها في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية، التي تحظى بالإجماع الوطني. وشدد على أن المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي يحظى بدعم عدد كبير من الدول، يعد الحل الأنجع والأمثل لتسوية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، الذي دام أزيد من ثلاثين سنة. من جانبه، أكد سعد الدين العثماني، عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن هذه الجولة تشكل محطة مهمة بالنسبة للوفد البرلماني لكونها أتاحت لأعضائه معاينة المجهودات التي تبذلها القوات المسلحة الملكية المرابطة بالأقاليم الجنوبية، وتجندها الدائم للدفاع عن حوزة المملكة. وأضاف العثماني أن هذا التجند الدائم والتضحيات الجسام للقوات المسلحة، "يجعلنا مطمئنين أكثر" على مستقبل الأقاليم الجنوبية للمملكة، التي تنعم بالأمن والاستقرار. بدوره، قال عبد المالك أفرياط عضو الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية بمجلس المستشارين، إن هذه الجولة الاستطلاعية أتاحت لأعضاء الوفد الاطلاع على ظروف عيش واشتغال أفراد القوات المسلحة الملكية، وكذا المجهودات التي تبذلها للدفاع عن حوزة البلاد وترسيخ أجواء الأمن والسكينة لفائدة سكان الأقاليم الجنوبية. الأقاليم الجنوبية .. نهضة عمرانية ومنجزات وأوراش تنموية وبمدينة الداخلة أعرب الوفد البرلماني، الذي زار يوم الأربعاء المنصرم، الميناء الجديد والمحطة الجديدة لمطار المدينة، عن إعجابه بالمشاريع التنموية الكبرى التي جرى إنجازها بالمدينة، وكذا الأوراش المفتوحة بجهة وادي الذهب - الكويرة والتي تؤهلها لتكون في مصاف المدن الكبرى للمملكة . ويشكل الميناء الجديد بالداخلة، الذي شرع في استغلاله سنة2001، الذي يتوفر على منطقة صناعية وتجهيزات ومنشآت مهمة، دعامة رئيسية للتنمية بالمنطقة خاصة من حيث تعزيز نشاط الصيد البحري، الذي تزخر به الأقاليم الجنوبية للمملكة. أما المحطة الجديدة لمطار الداخلة فيأتي إنشاؤها في إطار الجهود التي ما فتئت تبذلها السلطات العمومية لتعزيز البنيات التحتية الضرورية للنهوض بوجهة مدينة الداخلة، وكذا في سياق مواكبة المواصفات العالمية الحديثة للمطارات. ويتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه المحطة، التي تمتد على مساحة 2300 متر مربع، حوالي 300 ألف مسافر سنويا. ويعكس هذان المشروعان المجهودات الجبارة التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز التنمية بأقاليمه الجنوبية في مختلف الميادين.