السمنة شبح يهدد صحة الأطفال ويصيبهم بأمراض خطيرة ، هذا ما أشار إليه أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية الذي أكد أن نحو 177 مليون طفل علي مستوي العالم مهددون بالأمراض المرتبطة بالسمنة ، وبحلول عام?2015? سيكون هناك 2.3 بليون شخص فوق سن الخامسة عشرة لديهم زيادة في الوزن ومرضي بأمراض مزمنة.? وعن نتيجة هذا التقرير وأسبابه أكد الدكتور مدحت خليل استشاري التغذية العلاجية بطب القاهرة بحسب جريدة "الأهرام" أن الوجبات السريعة وباء اجتاح العالم كله واليوم تلجأ الأمهات للأسهل من حيث الاكتفاء بالدليفري والاستغناء عن الطبق المنزلي دون إدراك أن هذا يسبب للأولاد أمراضا عديدة كالسمنة وأمراض الكبد والقلب وتصلب الشرايين في مراحل متقدمة لما تحتويه الوجبات السريعة من ارتفاع في نسب الدهون والسموم التي تتكاثر من القلي المستمر في زيوت محترقة عدة مرات?..? بالإضافة إلي أن ترسيخ السلوك الحياتي الخطأ يكبر مع الأبناء الذين يخرجون للمطاعم دون وعي بثقافة الأغذية الصحية التي لم يتعودوا عليها منذ الصغر?,? وبذلك تسهم الأم دون قصد أو عن جهل في مرض الأبناء. مؤكداً إن السمنة تبدأ منذ الصغر لأن الخلية الدهنية تولد معه وعددها ثابت لكنها تتضخم وتزداد في الحجم مع سن المراهقة وما بعدها نتيجة إقبال الأبناء علي تناول السكريات بلا وعي والعصائر والبطاطس الجاهزة بما فيها من مكسبات الطعم والرائحة والمواد الحافظة وكلها أشياء تضر بالصحة?,? بل وتزيد من فرص العصبية وشدة الانفعال وشرود الذهن وبطء التعلم وفقدان الذاكرة المبكر?,? فكل ما يتناوله الأبناء خارج المنزل يحمل معه مخاطر عديدة?.? والسؤال الذي يبادر الأم فى هذه الحالة كيف يمكن تقديم الأغذية الصحية لطفلي وماذا تعني ثقافة الغذاء؟ وهنا أشار د. خليل إلى أنه يجب أن تكون ثقافة الغذاء مادة إعلامية لتعريف أفراد الأسرة والمجتمع بأكمله بمفهوم الغذاء الصحي المتكامل وأضرار المأكولات غير الصحية?,? ووضع رقابة مشددة علي إعلانات الأغذية بالتليفزيون?,? واعتبار أن الحفاظ علي الصحة مهمة قومية?,? لذلك يجب التعريف بسبل اختيار الطعام وصلاحيته?,? وعلي الأم أن تختار الأغذية من مكان موثوق فيه وقراءة الملصق عليه لمعرفة مكوناته أولا ثم القواعد العالمية لحفظه وتاريخ الصلاحية?,? ورفض أي سلعة غير محفوظة في برودة عالية لأن تعرضها للعرض خارج درجة معينة ثم تجميدها يساعد علي زيادة نسبة التلف والسموم?. ورفض الأكياس البلاستيكية السوداء?,? وعدم لف السندوتشات في ورق مطبوع لأنه يحمل أحبارا وأصباغا ضارة تصل إلي تسميم الجسم?،? ويمكن للمرأة الاكتفاء بالخضراوات الموسمية والفاكهة التي تجمع في أوانها لأن ما عدا ذلك يكون في الثلاجات محفوظا للكسب السريع حيث يخزن بطريقة سيئة?..? وأضاف د?.? مدحت أن الأم عليها الابتعاد عن الزيوت المهدرجة?,? واستخدام زيت زيتون من نوع عالي الجودة بشرط أن يكتب عليه معصور علي البارد لأن تسخينه يساعد علي تأكسده?,? واستخدام الزيت الحار علي ألا يكون مر علي إنتاجه ثلاثة أسابيع?,? وزيت الذرة وزيت دوار الشمس لاحتوائهما علي أوميجا?6? المساعد لأداء وظائف الجسم خاصة الجهاز الهضمي?.? ونبه د. خليل على أن الصحة الجيدة تبدأ من الغذاء الصحيح الذي يمكن أن تعقد له ندوات لتعريف الطلاب في المدارس والجامعات بالأسلوب الأمثل للتغذية?,? ووضع معلومات مبسطة خلف كراسة المدرسة كما كان يحدث من قبل?,? والتعاون بين جهاز حماية المستهلك والأجهزة المهتمة بشئون المرأة لتعريفها بكيفية الحفاظ علي صحتها وصحة أسرتها?,? مما يوفر علي الدولة مليارات الجنيهات التي تصرف علي العلاج?.?