كشف رئيس الوزراء الياباني الراحل، شينزو آبي، في مذكراته، أن زيارته لروسيا عام 2016، أغضبت الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما. كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد رحلتي إلى سوتشي (في مايو 2016). وكتب آبي في مذكراته: "عندما زرت الولاياتالمتحدة عام 2016، للمشاركة في قمة الأمن النووي، أخبرت الرئيس باراك أوباما، أنني سألتقي بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي في شهر مايو، وسرعان ما ظهرت على وجهه علامات الاستياء، وأجابني غاضبا: لو كنت مكانك، لما فعلت ذلك، وبهذه الكلمات تعكر جو اللقاء بيننا، وتمت زيارتي إلى سوتشي، والتقيت الرئيس بوتين، رغم اعتراض الولاياتالمتحدة". وأشار آبي، إلى أن موقف أوباما، نابع من رغبة الولاياتالمتحدة في الحفاظ على تكثيف جهود مجموعة دول G 7، بشكل جماعي، في مسألة الضغط على موسكو، بعد عودة ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية. وتطرق آبي في مذكراته، إلى اقتراح أوباما المفاجئ، خلال قمة مجموعة G7 في بروكسل عام 2014، بفرض عقوبات ضد روسيا، بسبب الخلافات حول أوكرانيا، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية، ما أثار ردود فعل، وتحفظات من قبل بعض الدول الأوروبية، بسبب علاقاتها الاقتصادية مع روسيا، كفرنسا التي كانت تخطط لتصدير سفن برمائية إلى روسيا، وألمانيا التي تعتمد بشكل أساسي، على الغاز الروسي. وأشار آبي إلى أن أوباما كان متشددا في طرح قضية العقوبات، ضد روسيا، ووزع قائمة العقوبات على المشاركين في القمة، بنفسه، رغم عدم مرور هذه القائمة على الخبراء، لدراستها قبل طرحها، على الدول بشكل مفاجئ، ومغاير للأعراف الدبلوماسية، كما فعل أوباما. وأوضح آبي، أن المستشارة الألمانية، أنغلا ميركل، سألته عن موقف طوكيو تجاه العقوبات، وأنه أجابها: "أن اليابان لن تشارك في العقوبات ضد روسيا، لأن ذلك من شأنه أن يوتر المفاوضات الدائرة بين البلدين، لكن يمكننا إصدار وثيقة إدانة على شكل انتقاد". وأضاف أن الرئيس الفرنسي آنذاك، فرانسوا هولاند، اتخذ موقفا حذرا، من اقتراح أوباما، وفي النهاية، وضعت ميركل حدا للخلافات الدائرة، حول مسألة العقوبات ضد روسيا، واقترحت أن يصدر الجميع بيانا يدين روسيا، ويترك مناقشة العقوبات على المستوى الإداري لكل دولة، كما تراه مناسبا. ونوه آبي، بأن الجميع شعر بالارتياح، لأن موضوع العقوبات ضد روسيا، لم يتم التوافق عليه بين دول المجموعة، وتم تبني إصدار بيان، بالإدانة الجماعية لروسيا، بدلا من العقوبات، حتى أن رئيس الوزراء الإيطالي حينها، ماتيو رينزي، مد يده إلي ليصافحني بحرارة. كما أشار آبي في مذكراته، إلى أن معاهدة السلام بين موسكووطوكيو عام 2018، على أساس الإعلان السوفيتي الياباني المشترك في ال 19 من أكتوبر 1956، لا تعتبر تنازلا من قبل طوكيو، لأن الاتحاد السوفيتي حينها، تعهد بإعادة جزيرة شيكوتان، والعديد من الجزر غير المأهولة المجاورة لسلسلة جبال كوريل الصغرى، إلى اليابان، حال إبرام معاهدة سلام نهائية، بين البلدين. وأكد أن مطالبة اليابانلروسيا، بإعادة جميع جزر الجزء الجنوبي من الكوريل، دفعة واحدة، غير منطقية، وتعني أن هذه الجزر لن تعود أبدا لليابان. وفي سياق آخر تطرق آبي في مذكراته إلى خطة النقاط ال 8 لتطوير التعاون الاقتصادي بين طوكيووموسكو، في العام 2016، خلال لقائه مع بوتين في سوتشي، والتي تضمنت تعزيز العلاقات بين البلدين، في مجالات الطاقة، والاقتصاد، والصناعات، وتحديدا التقنيات المتقدمة، بما فيها الطاقة النووية، وغيرها. وتتضمن مذكرات رئيس الوزراء الياباني، الأسبق، شينزو آبي، 18 مقابلة صحفية، بصيغة سؤال وجواب، بإجمالي 36 ساعة، ولم تنشر من قبل بسبب طبيعتها الحساسة للغاية، وتم طرحها للبيع في اليابان هذا الأسبوع. وتم اغتيال رئيس الوزراء الياباني الأسبق، شينزو آبي، في ال 8 من يوليو 2022، خلال تجمع انتخابي، حيث اقترب منه رجل، وأطلق عليه النار من مسافة صفر، وبرر ذلك ب "أسباب دينية".