أعرب الكاتب والصحفي السوداني طلحة جبريل موسى عن امتنانه، عقب حفل تكريم له نظمته، المبادرة الطلابية للأنشطة العلمية والفكرية والثقافية، بالحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط يوم 17 من يناير الجاري. بعد عبارات الشكر والعرفان، استهل الكاتب والصحفي طلحة جبريل موسى كلمته بالقول: " المغرب كان الوجهة التي اخترتها بالصدفة، لإكمال دراستي الجامعية فأصبح جزء مني وأنا جزء منه.
كما ذكرت في كتابي أيام الرباط الاولى، لقد واجهت الكثير من الصعوبات على مستوى التواصل، في بداياتي بالمغرب كطالب سوداني،وذلك لأننا لم نكن نتحدث الفرنسية. مسألة اللهجة المغربية، كانت أمرا معقدا بالنسبة لي ولزملائي من الطلبة السودانيين فمثلا، بعض الكلمات بالدارجة كنا لانفهم معناها من قبيل "واخة"، "صافي"، "ݣاع". هي كلمات تتغير معانيها بحسب الأحوال وتستعمل إستعمالات متعددة، فكيف لسوادني أن يفقه هاته الكلمات أو حتى أن يتواصل بها.
ارتأينا في ذلك الوقت كطلبة سودانيين منذ إقامتنا بالحي الجامعي، مولاي إسماعيل أن نتحدث باللغة العربية الفصحى، مما كان يلقى إستحسان زملائنا فتتحول ، العملية التواصلية حينئذ إلى عرض مسرحي أو وصلة من فن الإلقاء، فيحثونني دائما على إعادة الجملة من قبيل: يا أصدقائي أنا ذاهب للمدينة للتسوق، ربما أعود متأخرا فأضطر لإشعال المصباح الكهربائي، حتى أتبين طريقي نحو السرير. إلا أننا (أي السودان والمغرب) نشترك في كثير من النقاط منها الدينية أي العمل، بالمذهب السني المالكي."
وفي حديثه عن المسار الجامعي الذي اختاره بالمغرب، أقر أنه اختار توجه الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط جامعة محمد الخامس، بدافع التحدي. كما أن ولوجه لميدان الصحافة أيضا كان بالصدفة، في الوقت الذي لم يكن لديه أي تكوين صحفي قائلا:" بكل صراحة واقتضاب أنا ما يسمى بابن الفلاحين أضل طريقه، إلى المدرسة، ثم بعدها إلى المغرب ثم إلى الصحافة، ثم إلى الكتابة.
أنا رجل ضال في طريقي، فأنا لم أختر الصحافة بل هي التي اختارتني، فكانت خلاصا لي من الجوع والفقر الذي أعيشه وأنا طالب كان لايملك من الدراهم مايكفيه كي يقتات حتى.
إتقاني للغة الإنجليزية ساعدني لكي أشتغل كخطوة أولى بالترجمة في إحدى الصحف، ثم ما منحتني إياه الصحافة فيما بعد كان فوق ما أتصوره أو أطمح إليه. من يقول بأن الصحافة مهنة المتاعب فهو الذي به مشكل ما، الصحافة مهنة أحببتها فأحبتني وترقيت به المناصب بالمغرب على الرغم من أني سوداني، فالجوع هو من أوصلني إلى الصحافة."
وبلغة الأرقام فالصحفي والكاتب طلحة جبريل موسى حاور أكثر من 29 رئيس دولة، من بينهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والملك الراحل الحسن الثاني. له 19 مؤلفا وعين رئيسا للتحرير 7مرات بمنابر صحفية وإعلامية مغربية مختلفة، وكان مديرا لمكتب صحيفة الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكيةواشنطن لسنوات عديدة، ومسؤولا لتحرير الصحيفة ومدير مكتبها في المغرب العربي، مديرا للتحرير في لندن مكلف بالطبعة المغاربية.