اختتمت مساء أول أمس بقصر المؤتمرات أنشطة الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في حفل تم خلاله الإعلان عن نتائج المسابقة الرسمية التي شارك فيها 15 فيلما تمثل 15 بلدا، و قد ترأس لجنة التحكيم في هذه الدورة المخرج الإيراني عباس كياروستامي و ضمت في عضويتها تسعة أعضاء آخرين، و يتعلق الأمر بالممثلة و المخرجة الفرنسية فاني آردان، الممثلة الإيطالية إيزابيلا فيراري، المخرج و الكاتب الفرنسي كريسطوف هونوري، المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، المخرجة و الممثلة الهندية هانديتا داس، المخرج و الملحن البريطاني مايك فيجيس، الممثلة الإسبانية ماريسا باريديس، المخرج الأرجنتيني بابلو ترابيرو و المخرج المغربي لحسن زينون. النتائج التي توصلت إليها هذه اللجنة لم تكن مفاجئة على العموم بالرغم من أن أفلاما أخرى كانت تستحق التتويج لأنها أكثر قوة من بعض الأفلام الفائزة، و قد كانت الجائزة الكبرى من نصيب الفيلم المكسيكي «شمالا»للمخرج «ريكوبيرطو بيريز كانو» الذي تناول فيه المعاناة النفسية لمهاجر مكسيكي شاب يقوم بمحاولات متكررة للعبور إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بطريقة غير شرعية بمساعدة بعض الأشخاص الذين تعرف عليهم في مدينة توجد بالقرب من الحدود الأمريكية المكسيكية. الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم منحت في هذه الدورة مناصفة بين الفيلم الماليزي الاجتماعي و النفسي «إبنتي» للمخرجة» شارلوت ليم لاي كيون» الذي اعتمد في الحكي بكيفية مقصودة على الصورة أساسا و قلة الحوار وعلى الإيقاع البطيء ، و الفيلم الكوميدي البلجيكي «البارونات» للمخرج المغربي نبيل بن يادير الذي شارك فيه من المغرب الممثل صلاح الدين بنموسى و الممثلة فاطمة أوشاي، و هو فيلم أضحك الجمهور كثيرا بأبطاله و حواره و موضوعه الإجتماعي الذي ينتقد بشكل ذكي و ساخر وضعية جماعة من الأصدقاء المغاربيين المقيمين ببلجيكا و الملقبين بالباشاوات و الذين يحاولون بمختلف الوسائل الشرعية و غير الشرعية التخلص من البطالة و كسب المال لمواجهة متطلبات الحياة في بلاد المهجر. الفيلم الهولندي الجيد تقنيا و فنيا «لا شيء خصوصي» للمخرجة البولونية أورزولا أونطونياك كان من نصيبه جائزة أحسن دور نسائي في شخص الممثلة المقتدرة لوط فيربيك و هو فيلم اجتماعي و نفسي و مأساوي تتطور فيه الشخصيات و تتقلب مواقفها بين الرفض و القبول بكيفية مثيرة و مقنعة، أما جائزة أحسن دور رجالي فقد منحت للممثل سيرون ميلفيل عن الدور الجيد الذي شخصه في الفيلم الاجتماعي و النفسي و المأساوي الدانماركي «حب و غضب» من إخراج مورتن جييز، و الذي يدور موضوعه حول الغيرة العاطفية التي تدفع بعاشق شاب إلى تعنيف أو قتل أي شخص يشك فيه بأنه يخدش كرامته و لو كان ذلك وهما و خيالا. يلاحظ أن الفيلم المغربي «الرجل الذي باع العالم» للأخوين عماد و سهيل نوري لم ينل استحسان الجمهور و لم يفز بأي جائزة، و هو فيلم ليس فرجويا و لا ممتعا و يطغى عليه الجانب المسرحي في التشخيص، و لكنه ليس فيلما بسيطا و رديئا تقنيا و سينمائيا بل هو فيلم صعب الفهم و متمرد على الأسلوب الكلاسيكي بطريقة تناول موضوعه و قصته.