أكد الرئيس التنفيذي لشركة "ساوند إنرجي" البريطانية المكلفة بالتنقيب عن الغاز والنفط بالمغرب أن المملكة تمتلك ثورة كبيرة من احتياطات الغاز الطبيعي، وهو ما سيساعدها على تحقيق اكتفاءها الذاتي من هذه المادة الحيوية، بل وتصديرها نحو الأسواق العالمية. وكشف "غراهام ليون" في تصريح صحفي عن وجود مشروعين محوريين قيد الدراسة والتنفيذ، المشروع الأول يتعلق بتزويد الأسواق الصناعية الكبري بالغاز الطبيعي المسال، بينما يتضمن المشروع الثاني تطوير خط أنابيب لإمداد أسواق الكهرباء بالغاز، منوها إلى أنه من المتوقع أن يحظى المشروعان بالدعم والتأييد واتخاذ قرار استثماري نهائي خلال العام الذي نستقبل بعد أيام. ومن المرتقب أن يوفر المشروع الأول حوالي 100 مليون متر مكعب سنويا من الغاز المسال للأسواق الصناعية؛ مستهدفا بدء الإنتاج والبيع في الربع الأول من عام 2024، حسب تأكيدات الرئيس التنفيذي لشركة "ساوند إنرجي"، مردفا بهذا الخصوص أن المغرب يمتلك أزيد من 20 تريليون قدم مكعب من احتياطات الغاز الطبيعي، وهو الرقم الذي يعد قياسيا. وأضاف "غراهام ليون" في استجواب أجراه معه موقع "بتروليوم إيكونوميست" المختص في الاقتصاد الطاقي أن المغرب رغم استمرار اعتماده على الفحم كمصدر للكهرباء، إلا أن ذلك لن يثنيه عن المضي قدما في مشاريع التحول لمصادر الطاقة النظيفة منحفضة الانبعاثات الكربونية، مؤكدا في نفس السياق أن حقل تندرارة المغربي سيمثل دورا جوهريا في تحقيق مستهدفات المغرب العربي، كما تطمح البلاد لتوسيع الأسواق والمعاملات الدولية. ووصف المسؤول الأول عن الشركة البريطانية المختصة في التنقيب عن الغاز والبترول بالمغرب اكتشافاتها بكونها سوف تحدث تغييرا حقيقيا في قواعد اللعبة، وتضع المملكة في الصدارة وتخلق لها ثروة محلية بل وفائض للتصدير. وكان العملاق البريطاني قد وقع في وقت سابق اتفاقا ملزما مع المكتب الوطني للماء والكهرباء لبيع الغاز الطبيعي من امتياز تندرارة، على مدى عشر سنوات، حيث التزمت الشركة الذائعة الصيت بإمداد المكتب ب 350 مليون متر مكعب من الغاز سنويا عبر الأنبوب المغاربي / الأوروبي. ويذكر أن استهلاك المغرب من الغاز سنويا يبلغ نحو 1 مليار مكعب، وهو معدل يعد من أقل معدلات استهلاك الغاز في العالم، كما أن استغلال غاز تندرارة سيتيح الحصول على جزء من حاجياته لتشغيل محطتي الطاقة الحرارية لعين بني مطهر وتاهدارت، فيما يرتقب أن يصبح ميناء الناظور محطة لاستقبال وتخزين الغاز المسال المستورد، حيث ستتم إعادته إلى حالته الغازية قبل نقله إلى المناطق الصناعية ومحطات إنتاج الكهرباء.