أثار المالك الجديد لمنصة تويتر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول أخبار عن نيته فرض أموال مقابل علامة التوثيق الزرقاء التي تمنحها تويتر، وذلك بعد أيام فقط من توليه إدارة إحدى أكثر منصات التواصل تأثيرا في العالم. وجوبه هذا القرار بكثير من الانتقادات التي اعتبرت أنه سيتسبب في تقليل عدد الحسابات الموثوقة لصالح الحسابات المزيفة، وأن ذلك يتعارض مع إعلان ماسك مرارا عن رغبته في محاربتها. وبحسب ما أورد موقع "ذا فيرج" (The Verge) الأميركي المختص في الصحافة التكنولوجية، فإن تويتر سيمنح المستخدمين أصحاب العلامة الزرقاء 90 يومًا للاشتراك في خدمة تويتر بلو المدفوعة، أو فقدانهم العلامة الخاصة بهم. كما ستتغير خدمة تويتر بلو لتشمل التوثيق وخدمات أخرى إضافية للمشتركين، مع رفع أسعار الاشتراكات من 5 دولارات شهريا إلى 20 دولارا. وطبقا للمراسلات الداخلية بين الموظفين التي اطلع عليها الموقع، فقد أُخبر الموظفون العاملون في المشروع أمس الأحد، داخل الشركة، أنهم بحاجة إلى إنجاز الأمر قبل السابع من تشرين الثاني القادم، وإلا سيتم فصلهم. وحظيت أخبار فرض الرسوم على الحسابات الموثقة فور انتشارها برواج واسع عبر المنصات، قبل أن يؤكدها ماسك نفسه عبر تغريدات على حسابه، حيث قال لأحد المستخدمين في وقت سابق إن علامات التحقق برمتها تخضع للمراجعة. أثارت تلك الأنباء ردودا غاضبة عبر منصات التواصل، حيث اعتبر البعض أن الأمر بداية لانتشار المزيد من الأكاذيب والمحتوى المزيف عبر المنصة. في المقابل علق مغردون بأن الهدف من علامة التوثيق زيادة عدد الأشخاص المضمونين على المنصة، في ظل انتشار الحسابات والتصريحات المزيفة حول الإنترنت. وعلقت عالمة الكونيات كاتي ماك، عبر حسابها في تويتر، قائلة "الهدف من التحقق من تويتر هو أنه بالنسبة لبعض الأفراد والمؤسسات من المفيد أن تكون قادرا على التحقق من أن تصريحاتهم صادرة عنهم، ومن المفترض أن تساعد العلامة الزرقاء في مكافحة المعلومات المضللة، لكنها ليست رمزا للمكانة". وأضافت أن هذا لا يعني أن التحقق في تويتر كان يطبق دائما بشكل منطقي وعادل، فقد كان سيئا في بعض الأمور لفترة طويلة، ولكن تحويل الأمر إلى أموال مدفوعة سيجعل الأمر أسوأ. واستنكر مغردون محاولة تويتر فرض قيود على علامات التوثيق، على الرغم من حاجة المنصة إلى زيادة أعدادها بدلًا من تقليل تلك الحسابات، مشيرين إلى أنه لا يبدو ربطها بالمال منطقيًا لأنها ستفقد قيمتها كدليل موثوقية. كما ناقش نشطاء ومدونون على منصات التواصل سعر الاشتراك المفترض، إذ اعتبره البعض غير مقبول، ومن المتوقع ألا يشهد إقبالا كبيرا من قبل المستخدمين، وهو ما يعني خسارة الآلاف لعلاماتهم بمجرد انتهاء المهلة. وعلق الصحفي إيان ميلهيزر، عبر حسابه على تويتر، بأنه لا يتخيل أن الكثيرين سيدفعون 240 دولارًا سنويا مقابل الخدمة، وهو ما سيدعم وجود الكثير من الحسابات المزيفة، وهي التي ادعى ماسك رغبته في القضاء عليها. وفي وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، غرد قطب الأعمال على حسابه الرسمي للمنصة، قائلاً «ماذا عن دفع 8 دولارات شهرياً؟»، معللاً ذلك بأنه لا يمكنهم الاعتماد كلياً على المعلنين لتسديد الفواتير المترتبة على المنصة الاجتماعية؛ لذلك هم بحاجة لخطوة مماثلة. جاءت تصريحات ماسك الأخيرة رداً على تغريدة نشرها الكاتب الأمريكي، ستيفن كينغ، يوم أمس، والذي بث فيها تعجبه من حجم المبلغ المطلوب آملاً بإبقاء «علامته الزرقاء». وكان ماسك قد أثار كثيرا من الجدل خلال الأيام الأخيرة منذ تولي رئاسة تويتر، حيث أقال في ساعاته الأولى عددًا كبيرا من المديرين التنفيذيين في الشركة، كما أصدر قرارات جديدة فيما يخص المحتوى والإشراف عليه. ولم يتخذ ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا"(Tesla) قرارا نهائيا، ولا يزال من الممكن إلغاء المشروع، ولكن وفقا للمنصة من المحتمل أن يصبح التحقق جزءا من علامة تويتر الزرقاء. وتم طرح العلامة الزرقاء في يونيو من العام الماضي كأول خدمة اشتراك في المنصة توفر "حصولا حصريا على الخاصيات المتميزة" على أساس اشتراك شهري بما في ذلك خاصية تعديل التغريدات. كما تم طرح خاصية تحرير التغريدات أيضا في وقت سابق من هذا الشهر بعد إصرار ماسك على استخدام استطلاع جرى على تويتر في أبريل الماضي سأل الملايين من متابعيه عما إذا كانوا يريدون زرا لتعديل التغريدات. وأبدى أكثر من 70% موافقتهم على ذلك. يشار إلى أن الملياردير ماسك قد أتمّ صفقة استحواذه على تويتر مقابل 44 مليار دولار في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، وغرد عقب ذلك قائلا "العصفور حر".