الجفاف يضرب حوضي زيز وغريس وتحرك المسؤولين واجب قبل أن تقع الفأس في الرأس وضع انقطاع الماء الشروب صبيحة عيد الأضحى ( يوم الأحد 10 يوليوز المنصرم) ساكنة إقليمالرشيدية في وضع لا تحسد عليه، خاصة وان حدث انقطاع هذه المادة الحيوية، تزامن مع صبيحة مناسبة لها مكانة خاصة اجتماعيا ودينيا، بالإضافة إلى ما تعرفه هذه المناسبة من أنشطة مكثفة تستدعي توفر كمية هامة من المياه. وفسر البعض هذا الانقطاع بعطب تقني، بينما عزاه آخرون إلى تبذير بعض الضيعات الكبرى للمياه الجوفية.
مصادر موثوقة من الرشيدية، أجمعت على أن كل مناطق الإقليم، شهدت يوم العيد عدم انتظام في التزود بالماء الشروب أو انقطاعا كليا في بعض الحالات، مما أثار حفيظة الساكنة، الذين عبروا عن استيائهم بأكثر من وسيلة، خاصة مع موجة الحر التي تشهدها هذه المناطق.
مصادر متطابقة لاحظت قبل أيام مؤشرات تنذر بحدوث هذا المشكل من خلال رواج صور على منصات التواصل الاجتماعي تظهر الحالة المزرية التي أصبحت عليها العين الزرقاء المعروفة ب "عين مسكي" التي تبعد عن الرشيدية بحوالي 20 كلم وتعتبر هذه العين متنفسا ترفيهيا وثروة طبيعية يتوافد عليها السياح من كل حدب وصوب، إلا أن الجفاف لم يستثنِ هذه المنطقة الواحية.
وقال مسؤول من الراشيدية، في تصريح ل"العلم"، إن هذا النقص الحاد الذي تعاني منه العين الزرقاء لا علاقة له بانقطاع الماء في مناطق الإقليم كأرفود والريصاني والجرف...
وأوضح المصدر ذاته، أن انقطاع الماء جاء نتيجة عطب تقني، موضحا اختلاف مصادر المياه بإقليمالرشيدية، حيث يتم تحصيل الماء الشروب من سد الحسن الداخل البعيد عن الرشيدية بسبع كلمترات شمالا، في حين أن عين مسكي تستمد مياهها من الفرشة المائية الجوفية.
وكشف المتحدث، أن وجود عدد كبير من الضيعات الفلاحية الجانبية هو السبب الرئيسي وراء هذا النقص المائي، وذلك في إطار الاستثمارات الجديدة التي جاء بها المخطط الأخضر، وهي استثمارات تفوق بكثير قدرة الفرشة الجوفية. مما يجعل هذه الأخيرة أمام تجاوز قد يصل إلى حد الإسراف في استغلال مياهها، نتيجة عدم التزام المستثمرين بدفاتر تحملات الضيعات وغياب عقلنة تدبير المياه.
وتجدر الإشارة إلى أن جهة درعة تافيلالت، التي تتكون من خمسة أقاليم من ضمنها الرشيدية، تتوفر على عدة أحواض مائية، منها حوض "كير"، الذي يمتاز بمعدل منخفض فيما يخص تعبئة موارده المائية. ويفسر ذلك الانخفاض بالافتقار إلى الأراضي الصالحة للري على الضفة اليسرى لواد كير. بالإضافة إلى أن حجم موارده المائية المعبأة لري محيط 6780 هكتار 83 مليون متر مكعب في السنة، موزعة على المياه السطحية ب 58 مليون متر مكعب في السنة، و25 مليون متر مكعب في السنة من المياه الجوفية.
ومن هذه الأحواض واد زيز، وتعتبر مستجمعات مياه هذا الحوض كبيرة جدا، ولها شكل منتظم إلى حد ما، لأنها شبكة غنية بالروافد الصغيرة التي تصب في نهر زيز، ولكن الوادي على العموم له طبيعة صحراوية، وله مسارات كثيرة، فهناك مسار علوي يبتدئ من منعطف منطقة "كراندو"، ومسار سفلي من الشمال إلى الجنوب يخترق عبره سهل تافيلالت، بالإضافة إلى أن متوسط التدفقات في هذا الحوض يظهر انخفاضا من المنبع إلى المصب، وهي سمة مدهشة لهذا المجرى المائي، ولا سيما من فج زعبل حتى منطقة أرفود.
لقد تميزت ثمانينيات القرن الماضي بانخفاض كبير في تدفقات واد زيز، لا سيما في محطات فج زعبل وفج تيليشت وأرفود ، مما يعكس تأثير الجفاف الذي أصاب المغرب في السنوات (1971 إلى 1980).
وباختصار، فإن متوسط التدفقات الوافدة عند مخرج حوض زيز هو 211 مليون متر مكعب في السنة. ويتوزع حجم موارده المائية المستغلة لري محيط 11670 هكتار. كما يتميز في هذا الحوض بمياه سطحية تبلغ 84 مليون متر مكعب في السنة ومياه جوفية تبلغ 100 مليون متر مكعب في السنة، بالإضافة إلى تدفق المصب ب 35 مليون متر مكعب في السنة.
ويتم ري نخيل تافيلالت بواسطة 70٪ من سد الحسن الداخل، وتستمد هذه المحيطات احتياجاتها الإضافية من العتبات الجانبية ومحطات الضخ. ويلاحظ أن المحيطات الأخرى التي تبلغ مساحتها الإجمالية 17550 هكتار لا تستفيد من مياه السد.
أما بالنسبة لحوض غريس فالمساحة الكبيرة له تقع في الأطلس الكبير، وتصب فيه أربعة وديان رئيسية، وادي تودغة، وادي فركلة، وادي "توروك" ووادي التردة الذي يشكل نقطة التقاء مع وادي غريس على مستوى منطقتي "الجرف" و"فزنة".
حوض "المعيذر"، يتألف من المنحدر الجنوبي لجبل صغرو، حيث يتم تصريف أودية تاغبلات، "حصية"، "فزو" و"مسيسي. وتبلغ المساحة الإجمالية لمستجمعات مياه المعيذر 12374 كيلومتر مربع. ويبلغ متوسط إجمالي مساهمة الحوض 40 مليون متر مكعب في السنة مع عدم انتظام موسمي قوي.
وتعد تعبئة المياه الجوفية، بجهة درعة تافيلالت، مكملاً هامًا للري ، خاصة في أوقات الجفاف، بحيث يتم استغلال حجم 206 مليون متر مكعب في السنة لفائدة الري مقابل 14 مليون متر مكعب في السنة للماء الشروب، أي ما مجموعه 220 مليون متر مكعب السنة.