الدكتور محمد البرودي : استعمال الهاتف خلال القيادة يؤثر ذهنيا على السائق كشفت آخر دراسة أنجزتها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير التابعة لوزارة التجهيز والماء تزايد حوادث السير خلال شتنبر 2021 بلغ 10الآف و 28 حادث على مستوى الوطني، أي بزيادة 18,6 في المائة مقارنة ب 2020. وقد سبق لذات اللجنة أن أجرت دراسة استبيانية همت السائقين الذين يستعملون الهاتف أثناء القيادة خلال فبراير 2018، خلصت إلى أن 74,5 في المائة من السائقين يستخدمون الهاتف أثناء القيادة في جميع أوضاعها، سواء عند الإشارة الحمراء أو في ازدحام الطريق، بينما تزداد هذه النسب لدى الشباب دون سن 35 سنة بنسبة 81 في المائة مقارنة مع الإناث بنسبة 78,6 في المائة. وأفادت ذات الدراسة، أن فئة السائقين تعتبر الأكثر عرضة لأضرار الهاتف النقال، بما أنهم مطالبون أكثر بالتركيز خلال القيادة، لكن الانشغال به يؤثر سلبا على قدرتهم الذهنية، وهو ما ترجحه معظم الدراسات، التي تؤكد أن هناك فترة تعرف ب"فك الارتباط"، أي أن السائق يحتاج بضع ثوان للانتقال من فعل شيء لآخر، فالانشغال بالهاتف المحمول يؤدي إلى تدني مستوى التركيز أثناء القيادة ما يقلل من عوامل الأمان، لذا لا ينصح باستعماله أثناء السياقة، باعتباره سببا رئيسيا في عدم التركيز وتشتت الانتباه. وأوضحت الدراسة، أن السائقين بالمناطق الحضرية هم الأكثر استعمالا للهاتف النقال أثناء القيادة، مقارنة مع سائقي الوسط القروي، وذلك راجع لظروف العمل التي تميز المجالات الحضرية، بحيث وصلت بها نسبة السائقين من مستعملي الهاتف إلى 40 في المائة. محمد الناصري، شاب يتحدث بحنق عن حادثة السير التي عاش تفاصليها، حينما كان يستعمل هاتفه النقال أثناء سياقته، مسترسلا في حديث مع جريدة "العلم" أنه كان يقود سيارته بسرعة 120 كيلومتر في الساعة بالطريق السيار الرابطة بين طنجة والرباط، بحكم طبيعة عمله الذي فرض عليه الرد على الاتصالات الهاتفية حتى في حالات لا تسمح بذلك، الأمر الذي أفقده السيطرة على المقود، ما أدى به إلى الخروج لحافة الطريق وانقلاب سيارته مرات متكررة، مستطردا "كل ذلك وقع في بضع ثوان".