شن عنصريون يونانيون، يعتقد أنهم من جماعة اليمين المتطرف «الفجر الذهبي» ، هجوما على حي يسكنه عرب من الجاليات السورية والفلسطينية والعراقية في العاصمة اليونانية، أثينا، موقعين عددا من الإصابات والخسائر في الممتلكات. وحسب شهود عيان، فقد قام نحو ستين من الشبان، المقنعين والمسلحين بالسكاكين وقضبان الحديد ابالاعتداء على العدد القليل من الشباب العرب الذين كانوا موجودين في الحي، متسببين في جرح أربعة منهم بجروح متوسطة -لا يزال اثنان منهم في المستشفى- وإلحاق أضرار بمحلاتهم التجارية. كما اقتحم المسلحون المحلات التجارية العربية وألقوا قنابل مولوتوف واعتدوا على من بداخلها،قبل أن يغادروها . وقال الشبان العرب، الذين أدلوا بشهاداتهم في قسم الشرطة، إن أفرادها تعاملوا معهم بشكل فظ وغير لائق. وقال أيمن -وهو شاب عربي ينتمي لجمعية مكافحة العنصرية- «إن المجموعة نفسها هاجمت المهاجرين في أكثر من مكان في أثينا، وهم يتبعون نفس الأساليب». وأكد الشبان أن «الشرطة تتعامل دائما مع هذه العصابات بطريقة غير حازمة، الأمر الذي يشجعها على الاستمرار في اعتداءاتها». من ناحية أخرى، اتهمت منظمات مساندة للمهاجرين الشرطة اليونانية بالتغطية على جرائم اليمين المتطرف، واعتبرت موقف رجال الأمن مستفزا كموقف الجماعات العنصرية. وقالت منظمتا «أبعدوا العنصرية» و»شبكة التضامن الاجتماعي مع المهاجرين واللاجئين» إن الشرطة لم تجر تحقيقا وافيا في مكان الحادث، بل سارعت إلى إصدار بيان أعلنت فيه عن اشتباكات بين مهاجرين أجانب، رغم أن الجرحى كانوا أعطوا إفاداتهم بما حصل، في حين سارعت وسائل إعلام إلى تكرار المعلومات الواردة في التقرير. وقال صحفي في جريدة» إيثنوس« اليومية، كوستاس لياكوبولوس، الذي كان يغطي الأحداث، إن ما وقع سببه وجود أشخاص متطرفين يتملكهم الخوف من الأجانب، ويفرغون مخاوفهم كل فترة على شكل اعتداءات ضد الأجانب وممتلكاتهم. وأضاف «أن الأمر مؤسف للغاية، ومحل إدانة واستنكار من جميع طبقات المجتمع، وأن الطريق إلى التواجد مع الآخر المختلف لابد أن يمر أولا بالاعتراف به». أما الناطق الرسمي باسم الشرطة اليونانية، لوكاس كريكوس، فقد اكتفى بترديد ما ورد في بيان الشرطة الذي صدر عقب الحادث ويذكر تفصيلات الهجوم واعتقال ثمانية أشخاص، مع إيراد وقوع خسائر مادية، دون أن يضيف شيئا عليها.