تعرض مجموعة من المهاجرين المغاربة بالعاصمة اليونانية أثينا لاعتداءات، ومحاولة إحراق من طرف أشخاص ينتمون إلى حركة النازيين الجدد. وذكرت صحف يونانية أن أفرادا من جماعة «الفجر الذهبي» المتطرفة، نظموا نهاية الأسبوع الماضي مظاهرة تطالب بطرد المهاجرين من اليونان، وحملوا خلالها لافتات تقول: «الأجانب = الجريمة» و«أصبحنا أغرابا في بلدنا». لكن ما لبثت تلك المظاهرة، تضيف ذات المصادر، أن تحولت إلى أعمال عنف حاول خلالها مجموعة من الشبان إحراق مبنى يتكون من ثمانية طوابق، كان في السابق مقرا لمحكمة الاستئناف، وتحول إلى بناية مهجورة يستوطنها حاليا أكثر من خمسمائة مهاجر، جلهم من المغرب والجزائر. وذكرت الشرطة المحلية، التي استعملت القنابل المسيلة للدموع في مواجهة المتظاهرين، أن الإصابات في أوساط المهاجرين بلغت خمس إصابات على الأقل، أغلبها كانت على مستوى الرأس، كما أنها أحصت تسع إصابات في صفوف أفرادها، في حين تم اعتقال بعض مثيري الشغب. ومع ذلك، فقد عبر المهاجرون عن استيائهم من التدخل المحتشم للسلطات الأمنية، حيث صرح مهاجر مغربي يدعى فؤاد (33 سنة)، لوكالة الأنباء الأمريكية (أسوشييتد برس)، بالقول: «الشرطة اليونانية لم تقم بأي شيء.. لا وجود لحقوق الإنسان هنا». وأضاف: «نحن لم نقم بأي شيء، فلماذا يعاملوننا بتلك الطريقة؟» غير أن بعض وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن تنظيمات يسارية وحقوقية نظمت في نفس الآن مسيرة مناهضة للمسيرة العنصرية، وكادت تحدث مواجهة بين الطرفين لولا تدخل رجال الأمن. وكان مبنى محكمة الاستئناف، الموجود في وسط العاصمة أثينا، قد ظل مهجورا منذ سنة 2000، واستوطنه المهاجرون منذ ما لا يقل عن السنة، غير أن افتقاره لوسائل الصرف الصحي والماء والكهرباء، وارتفاع عدد قاطنيه أدى إلى تراكم النفايات المنزلية والبشرية، حتى أن رائحة نتنة أضحت تنبعث منه وتثير تقزز كل المارين بمحاذاته. وحسب أحد الأطباء الذين قدموا الإسعافات للمصابين، فإن قاطني البناية أصبحوا يعانون من العديد من الأمراض التي تسبب فيها انعدام الشروط الصحية بالمكان، فمنهم من أصيب بأمراض جلدية، ومنهم من ظهرت عليه أعراض داء التهاب الكبد. للإشارة، فإن اليونان تستقبل سنويا عشرة آلاف مهاجر، يتخذون من البلد معبرا نحو باقي دول الاتحاد الأوربي، غير أن صعوبة العبور، دفعت الكثيرين منهم إلى المكوث في اليونان، الذي تأثر بدوره بالأزمة الاقتصادية العالمية، حيث ارتفع معدل البطالة في البلد إلى أكثر من 9.4% شهر يناير من هذه السنة.