اعترافات صادمة لمواطنين وخبراء يعتبرون السحر عنفا وكفرا يوم عاشوراء، هو يوم ديني موافق للعاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ارتبط بالعديد من الأحداث التاريخية الدينية، فهو اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنوده، فصامه سيدنا موسى شكرا لله تعالى، ثم صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى أمته بصيامه.
ويرتبط هذا اليوم عند المغاربة بعادات وطقوس احتفالية مختلفة في أشكال متعددة تتمظهر في "زمزم" و"الشعالة" و"بابا عيشور" و"القديدة"، كما تتخلل هذه الاحتفالات طقوس السحر والشعوذة، ويعتبر هذا اليوم موسما من مواسم السحر لدى المشعوذين لاعتقاهم أن عملية السحر في يوم عاشوراء فرصة لا تعوض، له فعالية ويستمر مفعوله لمدة عام دون الحاجة لتجديده.
وفي هذه الفترة، يكون التردد على "السحرة" و"الشوافات" بكثرة، من مختلف شرائح المجتمع ومختلف الأعمار، وتتعدد الأسباب الداعية إلى ذلك، فهناك من يقصد هذه الأماكن بغية الزواج، وهناك من يسعى لجلب المحبة ما يسمى "التهييج"، في حين يرغب البعض في القيام بأعمال شيطانية بغية الانتقام فيستخدمون السحر الأسود لتفرقة الأزواج أو رغبة في نشوء صراعات وخصومات عائلية.
وبهذه المناسبة، يكثر الإقبال على العطارين بغية اقتناء البخور وما يسمى ب"التفوسخة"، إضافة إلى تردد العديد من الناس على الأسواق السرية لاقتناء وصفات السحر "مخ الضبع، لسان الحمار..."، ناهيك عن زيارة السادات والأضرحة. كما لم تسلم قبور الموتى من هذا اليوم، حيث تشهد العديد من المقابر حركة مهمة في هذه الفترة، ويتم وضع "الطلاسم" و"الحجابات" بالقرب منها، وفي بعض الأحيان تستدعي ضرورة الساحر النبش في القبر لنجاح عملية السحر.
يستغل "السحرة" يوم عاشوراء، لرمي السحر المدبر في نيران "الشعالة" التي يشعلها الشباب في تلك الليلة ويلهون بقربها، مقرونة بأهازيج شعبية، معتقدين أنه كلما احترق السحر كلما كان مفعوله قويا.