سبق أن تناولنا في مثل هذا اليوم من السنة الماضية موضوع حقوق الطفل بصفة عامة ونتناول اليوم موضوعا خاصا يكتسي أهمية بالغة وهو موضوع «التهجير القسري للأطفال» ونشترك في تنظيم هذه الندوة مع الرابطة المغربية لرعاية الأطفال لما يوجد من اهتمام مشترك بين الجمعيتين ونتوخى من طرح هذا الموضوع استعراض بعض التجارب وطرح مقاربات علمية وعرض لإشكالية تهجير الاطفال وما تؤدي إليه من خطورة على حقوق الطفل بصفة عامة. إن تهجير الطفل قسرا يؤدي إلى انتزاعه من بيئته ومن جذوره وسلبه لهويته وبالتالي فالطفل مهدد في كينونته وفي وجوده بالاضافة الى أنه يصبح معرضا لكل أنواع الاستغلال والاستنزافات وهي ظاهرة مقلقة وهناك ظاهرة أخرى وهي التهجير القصري الجماعي للأطفال المغاربة المنحدرين من الأقاليم الصحراوية حيث تم تهجير المجموعات الى كوبا وإلى بلدان متعددة وهذا يؤدي طبعا إلى سلبهم من هويتهم الحقيقية المغربية ويؤدي إلى تنشئتهم تنشئة مغايرة لما يمكن أن يتلقوه في بيئتهم وبالتالي يعرضهم للمصير المجهول. إذن فهذه الظاهرة سواء في إطارها العام الذي يعني تهجير الأطفال الى بلدان متعددة وبأساليب مختلفة أو هذا التهجير الخاص الذي تعرض له أطفال مغاربة صحراويون، هذه القضايا في حاجة الى معالجة علمية وإلى طرح مقاربات علمية من أجل استخلاص مجموعة من التوصيات والحلول التي يمكن ان نساهم بها في الحد من ظاهرة التهجير القسري للأطفال.