المغرب يتوقع ارتفاع احتياطي العملة الصعبة بفضل المبادرة الملكية القاضية بتسهيل عملية عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج في ظروف مناسبة وبأقل تكلفة توقع مهتمون بالمجال الاقتصادي، أن تساهم المبادرة الملكية الأخيرة التي خص بها جلالة الملك محمد السادس، أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لتيسير عملية عودتهم إلى أرض الوطن بأثمنة مناسبة عبر الرحلات الجوية والبحرية، في تحريك دواليب الاقتصاد الوطني عقب تضرره كثيرا من تداعيات أزمة جائحة (كوفيد-19).
وفي الوقت الذي أصبح فيه المغاربة متفائلون بإمكانية العودة إلى حياتهم الطبيعية، نتيجة قطع عملية التلقيح الوطنية لمراحل متقدمة، فإن مهنيو مجموعة من القطاعات، صاروا مستعدين لاستقبال السياح المغاربة والأجانب خلال العطلة الصيفية المقبلة، لاسيما في ظل استمرار تدفق مغاربة العالم عبر الرحلات الجوية والبحرية نحو أرض الوطن، مما يؤشر على أن الاقتصاد الوطني أضحى على وشك الخروج من حالة الركود والأزمة الخانقة التي عاشها لأزيد من سنة ونصف بسبب انتشار فيروس "كورونا"، حيث تشير مجموعة من المعطيات إلى أن عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، سيتجاوز كل التوقعات مقارنة مع السنوات الماضية، بفضل المبادرة الملكية الأخيرة، التي اعتبرها أحمد أفيلال، رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن، بمثابة قوة ناعمة تحمل في طياتها بعدا إنسانيا واقتصاديا، على اعتبار أنها ستساهم في انتعاشة الاقتصاد الوطني على جميع المستويات، مؤكدا على أن توافد مغاربة العالم بأعداد كبيرة في إطار عملية "مرحبا 2021"، سيشكل رافعة أساسية أمام الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال إعادة الروح لمجموعة من القطاعات التي تضررت من تداعيات أزمة (كوفيد-19)، خصوصا منها القطاع السياحي وباقي الأنشطة المرتبطة به على غرار الصناعة التقليدية، والنقل السياحي ووكالات تأجير السيارات، والفنادق والمطاعم وغيرها، مشددا في السياق ذاته، على أن عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ستساهم أيضا في الرفع من احتياطي المملكة المغربية من العملة الصعبة بعدما سجل تراجعها خلال الظرفية الاستثنائية الناجمة عن انتشار فيروس "كورونا"، مضيفا أن جميع المبادرات الملكية كانت ولازالت تعطي ثمارها بحكم بعدها وعمق فلسفتها، بدليل أن المبادرة الأخيرة خلفت ارتياحا كبيرا في نفوس الجالية المغربية، التي كان عدد كبير منها غير قادر على زيارة المغرب سواء لزيارة عائلته أو لقضاء العطلة الصيفية بسبب المصاريف الباهضة للسفر نحو أرض الوطن، فبالأحرى خلال الظرفية الراهنة الناجمة عن تداعيات أزمة الجائحة.
يشار إلى أن مجموعة من المتدخلين في مجال النقل، انخرطوا بسرعة في المبادرة الملكية من أجل إنجاحها، حيث كثفت شركة الخطوط الملكية المغربية من عدد رحلاتها من وإلى المغرب، كما هو الشأن بالنسبة للشركات العاملة في النقل البحري، الشيء الذي ساهم في توافد عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج على أرض الوطن، سواء لزيارة عائلاتهم وقضاء عيد الأضحى برفقتهم بالنظر لما تكتسيه هذه المناسبة من طقوس وتقاليد، أو لقضاء العطلة الصيفية.