تأجير بواخر لنقل المغاربة من جنوة و سيت بأسعار معقولة ، و الزيادة في عدد الرحلات في كثير من الدول الأوروبية بأثمنة محفزة ، و التفاوض مع سلطات حبل طارق لتنشيط خط نقل بحري بين الصخرة و طنجة المتوسط تأجير بواخر لنقل المغاربة من جنوة و سيت بأسعار معقولة ، و الزيادة في عدد الرحلات في كثير من الدول الأوروبية بأثمنة محفزة ، و التفاوض مع سلطات حبل طارق لتنشيط خط نقل بحري بين الصخرة و طنجة المتوسط
يجمع المراقبون على الطابع السيادي للقرار الحكومي الذي يقضي باعتماد نفس موانئ العبور السنة الفارطة بالنسبة لعملية ( مرحبا 2021 ) مما يعني استثناء جميع الموانئ البحرية الإسبانية في برشلونة و ألميريا ، و مينائي مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين .كما يتفق المراقبون على أن هذا القرار يندرج في سياق الظروف الصعبة التي تجتازها العلاقات المغربية الإسبانية بعد الضربة الغادرة التي وجهتها السلطات الإسبانية للمغرب باستضافة كبير الانفصاليين ابراهيم غالي ، و التواطؤ في تزوير هويته ، و إصرار السلطات المغربية على معاقبة الحكومة الإسبانية بسبب ما اقترفته .
المعطيات الأولية تؤكد أن تكلفة القرار المغربي ستكون غالية جدا على الاقتصاد الإسباني الذي سيتكبد خسائر كبيرة . فمن جهة فإنه كان يرتقب أن يعبر التراب الإسباني أكثر من مليونين من مغاربة العالم ، و الذين كانوا سيتنقلون إلى التراب المغربي عبر ميناء الجزيرة الخضراء ، و هذا ما كان من شأنه أن يذر على الاقتصاد الإسباني ملايين من اليورو ، في قطاعات السياحة و النقل و المطاعم و البنزين و غيرها .
و يعتبر القرار المغربي شدا جديدا للخناق على عنقي المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة و مليلية ، إذ بعد قرار المغرب القاضي بإغلاق المعابر نحو هاتين المدينتين بشكل نهائي ، مما مثل ضربة عنيفة جدا للأوضاع فيهما ، فإن الأمل الوحيد الذي انتظرته الأوساط الاقتصادية في هذين الثغرين تمثل في عملية ( مرحبا 2021 ) لتحقيق انتعاش اقتصادي ظرفي يخفف من حدة الأزمة . و تشير المصادر الرسمية المختصة بان ميناء سبتةالمحتلة حقق سنة 2019 لوحدها عائدات جبائية من سفن النقل البحري بما مجموعه 1,2 مليون أورو .
و في هذا الصدد لفت رئيس بلدية الجزيرة الخضراء السيد إجناسيو لاندالوس الانتباه إلى أن ( حوالي نصف مليون مركبة ستتوقف فجأة بسبب القرار المغربي ) و أضاف المسؤول الإسباني بالقول إن ( ميناء الجزيرة الخضراء الأكثر حركة مرور ، حيث عبره في عام 2019 أزيد من 900 ألف مسافر ) و أكد ( أن شركات الشحن و الموانئ و محطات الخدمة و الضيافة ستتكبد خسائر فادحة ، كما أن ميناء سبتة سيتوقف عن تحصيل 1,2 مليون يورو كضرائب ) .
و لا تقتصر خسائر إسبانيا على هذا الجانب ، بل إن القرار المغربي سيحرم إسبانيا ، خصوصا منطقتي الجنوب الإسباني و برشلونة ، من حوالي مليون سائح مغربي كانوا يقضون إجازاتهم السنوية هناك مما كان يذر على الاقتصاد الإسباني ملايين أخرى من اليورو ، و لذلك سيعرف قطاع السياحة في جنوب إسبانيا شبه ركود هذه السنة ، لأنه سيتعذر على المغاربة الوصول إلى هناك بسبب قطع شرايين الاتصال البحري مع هذه المناطق .
و الأكيد أن الضرر لن يقتصر على الجانب الإسباني ، بل للقرار المغربي تداعيات سلبية أيضا على الجانب المغربي ،خصوصا على المواطنين المغاربة المقيمين في دول القارة الأوربية الذين سيواجهون ارتفاعا مهولا في تكاليف النقل إلى الوطن ،وحيث أن القرب الجغرافي بين شمال المغرب و جنوب إسبانيا أتاح التنقل البحري بأسعار معقولة ، في حين أن أسعار النقل البحري بين جنوة الإيطالية و سيت الفرنسية تعتبر جد مرتفعة ، خصوصا للأسر المتعددة الأفراد ، كما أن المغاربة المقيمين في الديار الإسبانية سيضطرون إلى التنقل نحو الشمال في مسافات طويلة للعودة إلى الجنوب .إن الحكومة مطالبة ، برأي المواطنين المقيمين في الخارج و أفراد عائلاتهم هنا في المغرب ، باتخاذ تدابير مرافقة للقرار السيادي ، و ذلك بالعمل على تأجير مراكب و سفن تتكلف بنقل المغاربة من مدينتي جنوة و سيت بأثمنة معقولة و مناسبة و محفزة ، و أيضا الزيادة بأعداد كبيرة في عدد الرحلات الجوية من دول أسبانيا و فرنسا و إيطاليا و هولندة و بريطانيا و ألمانيا و بلجيكا بأسعار مخفضة و تحفيزية ، و هي الدول التي يوجد بها أكبر عدد من المغاربة المقيمين في القارة الأوربية ، و أيضا التفاوض مع سلطات جبل طارق لتنظيم رحلات بحرية بين ميناء جبل طارق و ميناء طنجة المتوسط . و هذه تدابير مستعجلة يجب الحسم فيها في إطار المقاربة الشاملة التي تحافظ للقرار المغربي على سيادته تجاه حكومة إسبانيا الغادرة ، و لكنها تحمي المواطنين المغاربة من التداعيات السلبية عليهم .