لا عودة تلوحُ في الأفق بالنّسبة لعدد من المغاربة العالقين في سبتة ومليلية المحتلّتين، في ظلّ استمرار الصّراع الدّبلوماسي "البارد" ما بين مدريد والرّباط، باعثهُ قراءات متقاطعة بشأنِ تدبير المرحلة الحالية، ما جعلَ سياسية "الإغلاق التّام" عنصراً حاسماً في أيّ تحرّكٍ رسمي. واستثْنت الحكومة المغربية الموانئ الإسبانية من العبور نحو المملكة هذا العام بسببِ اشتراط مدريد فتح بوابتي سبتة ومليلية المحتلتين أمام بضاعتها لفتح الحدود، ما اعتبره المغرب "ابتزازاً واضحاً"، بينما مازالَ آلاف العالقين يرجون طيّ صفحة "الخلاف" وتنظيم رحلات تعيدهم إلى الوطن. وسيستمرُّ إغلاق الحدود البرية والبحرية ما بين المغرب وإسبانيا إلى غاية الوصول إلى تفاهمٍ رسمي بين الجانبين، مما يؤثر على حدود سبتة ومليلية المحتلتين التي يمرّ من خلالها عدد كبير من الرّكاب خلال كلّ سنة. ومازالت أكثر من 3000 من العاملات المغربيات في حقول الأندلس ينتظرن قراراً مركزياً على أعلى مستوى يعيدهم إلى أرض الوطن، حيث لن يتمكنَّ من العودة بالعبّارة إلى طنجة كما كن يفعلن دائمًا. ولا يشمل فتح الخطوط البحرية مع المغرب أيّ ميناء إسباني يعبر من خلاله أكثر من مليوني مغربي كل صيف، فقد اشترطت السّلطات المغربية السّفر عبرَ ميناءين بإيطاليا وفرنسا، لضمان عودة المغاربة المقيمين في أوروبا إلى أرض الوطن. وتدومُ رحلة هذه "العبّارات" أكثر من 40 ساعة على الأقل بالنّسبة لميناء "سيت" الفرنسي و50 ساعة بالنّسبة لميناء جنوة للوصول إلى طنجة، وهي فترة طويلة مقارنة بنظيرتها التي تنطلقُ من ميناء الجزيرة الخضراء الأكثر استخدامًا في السنوات الأخيرة. وترفضُ بعض الأحزاب الإسبانية فتحَ المملكة الإيبيرية لمجالها البحري في وجهِ المغاربة المقيمين في الخارج الذين يعتمدون في تنقّلاتهم على السّيارات، داعية إلى إبقاء معابر سبتة والجزيرة الخضراء مغلقة بسبب "احتمال انتشار فيروس كورونا المستجد". وإلى جانب مغاربة العالم الذين يطمحون إلى قضاء عطلة الصّيف مع ذويهم في المغرب، يوجد آلاف العالقين في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، الذين دخلوا من تطوان والناضور والبلدات المجاورة؛ إذ يتوجب على كلّ راغب في الدّخول إلى المغرب الانتقال صوبَ دولة أوروبية أخرى بسبب إجراءات الإغلاق. وقالت إحدى العالقات تقطن في النّاظور: "نطلب من جلالة الملك فتح الحدود، نريد قضاء العيد مع الوالدين". وتابعت: "العيد على الأبواب، نريد العود إلى الوطن". وقالت عالقة مغربية أخرى في مليلية المحتلة ظهرت في شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي: "غادي نحماقو هنايا، مرضنا نفسياً، نتمناو جلالة الملك يشوف فينا وفحالنا". وأضافت: "راحنا مراض بزاف جلالة الملك شوف فهاد الدراري بغينا نعيدو مع والدينا".