رغم الإجراءات المبكرة التي فرضتها السلطات المغربية على المواطنين المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب، انطلاقا منميناء "جنوة" الإيطالية، إلا أن رحلة العودة الأولى طبعتها الفوضى والتخبط، وهو الشيء الذي أدى إلى تأخر الرحلة. مقابل ذلك فضل مغاربة آخرون قضاء عطلة الصيف في أوروبا، خوفا من أي موجة ثانية محتملة للفيروس قد تحولهم إلىعالقين. من جهة أخرى، انتقد بعض العالقين المغاربة في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية تأخر الحكومة المغربية فيترحيلهم حتى بعد إعادة فتح الحدود يوم الثلاثاء الماضي عند منتصف الليل. في هذا الصدد، كشفت آخر المعطيات الآتية من إيطاليا أن ميناء "جنوة" عاش، أول أمس الخميس، على إيقاع منالفوضى أثناء عملية ولوج السفينة التي كانت متوجهة صوب ميناء طنجة. وإذا كانت الحكومة المغربية أكدت أنه يتعينعلى المسافرين تقديم قبل صعود الطائرة اختبار الكشف (بسر) لا تقل مدته عن 48 ساعة وكذا اختبار سيريولوجي، إلاأن "الكثير من المسافرين حضروا إلى الميناء دون تصريح سلبية الاختبار، والآن مازلت الاختبارات جارية"، وفق صحيفة" لاريبوبليكا". وتابع المصدر ذاته أن عملية العودة من ميناء "جنوة" تسببت، أيضا، في نوع من الاختناق في حركةالسير في مدينة لونغوماري كانيبا، وجسر إيليكويدال. وتجنبا لتفاقم الفوضى في ميناء "جنوة"، قامت الشرطة الإيطالية بإحداث دورية في الميناء للحفاظ على النظام العام،علاوة على عناصر الحماية المدنية والطاقم الطبي. وإلى حدود الساعة الثانية زوالا من أول أمس الخميس تمكنت 60 سيارة فقط، من دخول السفينة، فيما لازالت 500 سيارة أخرى تنتظر دورها. وعلى غرار التقارير الإعلامية الإيطالية، أوضحت تقارير إسبانية، كذلك، أن أغلب المسافرين الذين كانوا يرغبون فيالعودة إلى المغرب انطلاقا من "جنوة" صوب طنجة لم يتقدموا باختبار الكشف عن الفيروس (بسر)، كما لم يضعواالكمامات. مع ذلك، فإن تلك الفوضى لم تمنع من خروج السفينة صوب طنجة، بل أخرتها فقط، لا سيما وأن السفينةنفسها ستنتقل من طنجة إلى ميناء "سيت" للقيام برحلة ثانية يوم الاثنين المقبل. على صعيد متصل، تواصل بعض المغاربة العالقين في الثغرين سبتة ومليلية مع "أخبار اليوم" للتنديد بالوضعية المزريةالتي يعيشونها منذ إغلاق الحدود البرية في منتصف مارس الماضي. ووفق مختلف الأشخاص الذين تواصلت معهمالجريدة، يوجد 150 مغربيا في سبتة و200 على الأقل في مليلية، يلحون على العودة إلى بيوتهم في الناظور وتطوانوالفنيدق قبل عيد الأضحى. أحد العالقين بسبتة تأسف على موقف الحكومة المغربية قائلا: "لازلنا ننتظر الفرج هنا فيسبتة، لم نعد نفهم ما يجري. ذهبوا لإعادة العاملات العالقات في إسبانيا، بينما نحن الذين نوجد على مرمى حجر منبيوتنا لا أحد يسأل عنا. يُرحلون 7000 عاملة ويتركون "كمشة" من المواطنين بسبتة". مثلا في سبتة يعيش 47 مغربيةومغربيا عالقين في متجر سابق للخمور في سبتة، بينما بقية العالقين يعيشون مع أقاربهم أو أصدقائهم، وهو الوضع عينهالذي يعيشه أغلب العالقين في مليلية.