تعاقد الاتحاد التونسي لألعاب القوى بصفة رسمية مع عزيز داودة المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى والمدير التقني الحالي للكونفدرالية الإفريقية للعبة ذاتها. فعلى غرار التراجع المهول الذي تعيشه ألعاب القوى المغربية وغيابها عن منصات التتويج العالمية يعاني الأشقاء التونسيون من نفس المشكل، رغم محاولاتهم المتعددة للنهوض بها وتوفير الإمكانيات المادية لتحقيق ذلك. وقال عزيز داودة في تصريح ل»العلم» إن مهمته داخل الاتحاد التونسي تتمثل في إعادة هيكلة ألعاب القوى هناك عبر التخطيط لها بطريقة علمية حديثة ستتضمن عدة جوانب من بينها على الخصوص تكوين التقنيين والمدربين ومشاركة الرياضيين التونسيين في الملتقيات الدولية وفي التربصات المحلية والخارجية وكذا إعداد البرامج الخاصة بالمنافسات والمسابقات المحلية والوقوف على طرق إعداد المنتخبات في الحصص التدريبية. وأضاف داودة الحاصل على دبلوم الدراسات العليا في التربية البدنية والرياضة سنة 1978 من جامعة بوخاريست والدكتوراه في فيزيولوجية الحركة البدنية من جامعة مونريال سنة 1982 أنه مرتبط مع الاتحاد التونسي لألعاب القوى بعقد محترم محدد الأهداف وأن عمله مع هذا الأخير انطلق منذ حوالي ستة أشهر تقريبا.. حيث يسافر إلى تونس مرة في الشهر يقضي فيها أسبوعا كاملا يتدارس خلاله مع المسؤولين التونسيين خططه وبرامجه التي تروم إعادة هيكلة أم الألعاب هناك. ويأتي التحاق داودة بتونس بعد الظلم الذي تعرض له من ذوي القربى في المغرب، (الجامعة) الذين لم يتركوه لحال سبيله ، حيث يعتبرونه المسؤول الأول عن الوضعية المزرية التي آلت إليها أم الألعاب المغربية التي لم تعد قادرة على تكرار إنجازات الأبطال السابقين أمثال الكروج وبيدوان وحيسو وغيرهم. ويرد داودة على هذه الادعاءات بالقول إن العدائين الموجودين حاليا في المنتخب الوطني قد يكونون أفضل من سابقيهم لكن سوء تأطيرهم هو الذي أدى إلى عدم تألقهم.. وضرب المثل ببطولة العالم في برلين وقال إن بعض العدائين كان بإمكانهم الصعود إلى منصة التتويج لكن لكن سوء تدبيرهم من طرف المشرفين عليهم حال دون ذلك.. وأضاف أيضا أن الفترة التي قضاها في الإدارة التقنية تعد الأفضل «أحب من أحب وكره من كره» ومن أراد التأكد من ذلك ما عليه إلا الرجوع إلى أرشيف مشاركات المغرب في مرحلته (من 1994 إلى 2000 ومن 2003 إلى 2006 ) . ومعلوم أن ألعاب القوى في عهد عزيز داودة في الجامعة كانت مزدهرة حيث جميع مشاركات المغرب في البطولات العالمية والأولمبية كانت تكلل بالنجاح والتتويج بالمعدن النفيس.. ويكفي التذكير بأن عدد الميداليات الأولمبية فقط في عهد داودة بلغت 9 ميداليات منها ذهبيتان لهشام الكروج ومثلهما من الفضة لحسناء بنحسي و هشام الكروج وخمس نحاسيات لكل من إبراهيم لحلافي و خالد بولامي و صلاح حيسو وعلي الزين و نزهة بيدوان. أما ميداليات بطولات العالم فحدث ولا حرج. للإشارة فعزيز داودة كان قدم استقالته من وزارة الشباب والرياضة بعد المشاكل التي تعرض لها من الوزيرة السابقة نوال المتوكل التي حاولت إعادته أستاذا في معهد تكوين الأطر، كما حاولت عرقلة مهمته على رأس الإدارة التقنية للكونفدرالية الافريقية لألعاب القوى عن طريق اشتراطها أن يتقدم باستشارتها قبل أي سفرله خارج المغرب فكان رده استباقيا وسريعا بأن قدم استقالته نهائيا .