بعدَ تعثرِها بسبب نفادِ اللقاحات، عادت الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد للرّفع من وتيرتها، حيث تخطى عدد الملقحين بالحقنة الأولى عتبة خمسة ملايين ملقحٍ. وذلك بفضل توصل بلادنا بشحنتين متواليتين من لقاح "سينوفارم" الصيني خلال الأسبوع الذي نودعه، بما مجموعه مليون حقنة. تسلم المغرب حتى الآن 9.5 ملايين حقنة من اللقاحات المضادة للفيروس التاجي، موزعةٍ بين "أسترازينيكا" البريطاني، و"سينوفارم" الصيني، فضلا عن 300 ألف حقنة توصلت بها المملكة في إطار آلية "كوفاكس" التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ويسابق المغرب الزمن لجلب شحنات إضافية متنوعة من اللقاح، فإلى جانب اللقاحين البريطاني والصيني، هناك حديث عن برمجة الخطوط الملكية المغربية لثلاث رحلات إلى روسيا لجلب ثلاث شحنات من لقاح "سبوتنيك" الروسي، أيام 30 أبريل و7 و14 ماي الجاري، بمقدار 500 ألف حقنة في كل شحنة. وجاء ذلك في وقت ترزح فيه الهند تحت هول كارثة وبائية ثقيلة، جعلت الغموض يلف استمرار جلب لقاح "أسترازينيكا" من أراضيها بعدما علقت الرباط رحلاتها الجوية مع نيودلهي.
وفي هذا الصدد قال مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن المغرب سيتوصل من الصين بما مجموعه أربعة ملايين حقنة متفق بشأنها بين البلدين، مضيفا في تصريح ل"العلم" أن بلادنا سوف تتوصل في الفترة المقبلة بما يناهز 10 ملايين حقنة من لقاح "سينوفاك" الصيني، إضافة إلى مليون حقنة من لقاح "سبوتنيك" الروسي.
وتابع المتحدث، أن المملكة ستحصل على 500 ألف حقنة من لقاح سبوتنيك الروسي كدفعة أولى، علما أن المغرب طلب حوالي مليون حقنة من نفس اللقاح، مشددا على أن المتحور الهندي خطير وسريع الانتشار، بدليل انتقاله إلى عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا... ويمكن أن يصيب الأطفال والأشخاص متوسطي السن.
وأوضح عضو اللجنة العلمية للقاح، أن لبلادنا علاقات مع الدول التي أصابها المتحور الهندي، وإذا لم تتخذ التدابير الاحترازية لمنع دخول هذه السلالة إلى التراب الوطني قد تحدث كارثة، مشيرا إلى وجوب تسريعة وتيرة عملية التلقيح لتشمل جميع المغاربة المستهدفين، لأنها الكفيلة بتوفير الحماية الجماعية من الفيروس.
وبخصوص الوضعية الوبائية بالمغرب، أكد مولاي المصطفى الناجي، أنها ليست مقلقة، ولكن لا بد من التقيد بالتدابير الاحترازية من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والنظافة الشخصية، لتجنب تكرار السيناريو الهندي (أزيد من 3000 ألفف وفاة يومياً) أو الأمريكي أو الفرنسي في بلادنا.
وتتوالى الإشادات الدولية بإستراتيجية المغرب في التطعيم ضد كوفيد -19، معتبرة أنها الأولى من نوعها في القارة الإفريقية، مرتكزة على دعامتين أساسيتين هما الاستباقية في اقتناء اللقاحات وتنفيذ برامج توعية فعالة بين المواطنين.