تقوم بدوريات أمنية وتراقب تحركات المارة والمركبات قبل موعد الإفطار تواصل السلطات العمومية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، السهر على تنزيل الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" وباقي سلالاته المتحورة، لاسيما منها منع التجوال الليلي في شهر رمضان، وذلك في إطار تفعيل قرار الحكومة القاضي بحظر التجوال من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الساعة السادسة صباحا، حيث كثفت العناصر الأمنية دورياتها الليلية، ما أسفر عن اعتقال عشرات المخالفين لمرسوم حالة الطوارئ الصحية ببعض الأحياء.
وبالرغم من المجهودات التي تقوم بها السلطات العمومية، انطلاقا من إقامة السدود الأمنية داخل الشوارع الكبرى بعد الإفطار من أجل الحد من تحركات المواطنين في أفق دخول موعد حظر التجوال الليلي على الساعة الثامنة مساء حيز التطبيق، فإن ذلك لم يمنع العديد من الشبان من الخروج وخرق القرار المذكور داخل الأحياء التي يقيمون بها، مما دفع السلطات المحلية إلى شن حملات متتالية لمنع التجمعات، مما أدى على تسجيل مناوشات بين عناصر الشرطة والقاصرين ببعض الأحياء السكنية، وتارة بين دورية أفراد القوات المساعدة تحت إشراف قائد الملحقة الإدارية، حيث صارت العملية مثل لعبة القط والفأر، على اعتبار أن الشبان سرعان ما يختفون خلف أبواب العمارات بمجرد سماع قدوم الدوريات الأمنية بسبب الأضواء الحمراء والخضراء التي تطلقها سيارات الخدمة.
وقد أوضح مصدر أمني أن الدوريات الليلية التي تقوم بها المصالح الأمنية، مكنت من اعتقال عدد من الأشخاص منذ الأيام الأولى لشهر رمضان، بعد خرقهم لحظر التجوال الليلي، مشيرا إلى أن العناصر الأمنية بالعاصمة الاقتصادية كثفت من مراقبتها للشوارع والأحياء الرئيسية، في ظل ارتفاع معدل الإصابة بفيروس "كورونا" وسط الساكنة، على المستوى الوطني، مضيفا أن نصب سدود أمنية قبل موعد الإفطار ببعض المحاور الطرقية التي تكون مكتظة بالمواطنين والمركبات، أدى إلى امتثال غالبية المواطنين بقرار حظر التجوال الليلي، كما أن نشر دوريات الأمن بمختلف شوارع العاصمة الاقتصادية، يروم تنبيه المارة إلى اقتراب حظر التجوال الليلي الذي يتم الشروع في تطبيقه بعد الساعة الثامنة مساء إلى حدود الساعة السادسة صباحا.
وقررت الحكومة حظر التنقل الليلي، على الصعيد الوطني، يوميا من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا، باستثناء الحالات الخاصة، ابتداء من فاتح شهر رمضان، مع الإبقاء على مختلف التدابير الاحترازية المتخذة، بالموازاة مع منع أداء صلاة التراويح التي خلفت ردود أفعال متباينة، إلى درجة أن البعض رفض الامتثال لهذا القرار بالسعي إلى إقامة تلك الصلاة بين بعض المجموعات التي تصدت لهم العناصر الأمنية باعتقالهم، ومنع مختلف التجمعات البشرية ليلا، وتشديد المراقبة على بعض المقاهي التي يحاول أصحابها الاشتغال بعيد عن أعين السلطة، بالرغم من قرار الإغلاق الليلي الذي أثر على مجموعة من الأنشطة التجارية التي كانت تزدهر خلال فترة ما بعد الإفطار في شهر رمضان.