لم تدم سوى دقائق قليلة على إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الانطلاقة الرسمية للعملية الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كورونا"، بعد تلقي جلالته بالقصر الملكي بفاس للجرعة الأولى، يوم الخميس الماضي، حتى سارع العاملون في الصفوف الأولى بالقطاع الصحي إلى الانخراط بكثافة في عملية التطعيم التي تعتبر الأولى من نوعها على صعيد القارة الإفريقية. تواصلت عملية التلقيح طيلة يومي الجمعة والسبت، بكافة على مستوى تراب جهة الدارالبيضاءسطات، إذ شملت انخراط عناصر الأمن الوطني والوقاية المدنية وأفراد الدرك الملكي، والقوات المسلحة الملكية، فضلا عن الأشخاص المسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة البالغين من العمر 75 سنة وما فوق، حيث كان الإقبال كبيرا على تلقي أولى الجرعات عقب توصل جميع المراكز المخصصة للتطعيم بالجهة، بحصتها من جرعات لقاحي "سينوفارم" الصيني، وأسترازينيكا البريطاني، وذلك استجابة للنداء الوطني الرامي إلى تطعيم المغاربة ضد فيروس "كورونا"، من أجل الوصول إلى مناعة جماعية بتلقيح نسبة 80% من مجموع ساكنة المغرب، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق نحو عودة الجميع إلى الحياة الطبيعية التي تضررت بفعل انتشار جائحة (كوفيد-19)، ومن تم فإن انطلاقة عملية التلقيح بشكل تدريجي، خلفت ارتياحا كبيرا في صفوف ساكنة الدارالبيضاء، التي عبرت عن استعدادها للانخراط في العملية، على اعتبار أن الحملة الوطنية للتلقيح، تشكل فرصة حقيقية لمواجهة الجائحة.
وموازاة مع استمرار الحملة الوطنية للتطعيم، يرتقب أن يستفيد مهنيو قطاع التعليم بدورهم من أولى الجرعات انطلاقا من اليوم الاثنين، عقب عودة رجال التعليم والتلامذة إلى المؤسسات التعليمية، بعد انتهاء العطلة القصيرة التي استفادوا منها مؤخرا، على اعتبار أن نساء ورجال التعليم مصنفون ضمن العاملين في الصفوف الأولى المعنيين بالاستفادة من المرحلة الأولى للتطعيم الجماعي ضد فيروس "كورونا"، لكون الحملة الوطنية للتلقيح ضد الجائحة، تستهدف الفئات التي تشتغل في الصفوف الأمامية، ويتعلق الأمر بالأساس، بأطر الصحة البالغين من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والقوات المسلحة الملكية وكذا نساء ورجال التعليم البالغين من العمر 45 سنة، وكذا الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق، وفي مرحلة أولى المناطق الأكثر عرضة لمعدلات مرتفعة من العدوى.
ويشار إلى أن عدد مراكز التلقيح بجهة الدارالبيضاءسطات، يصل عددها إلى 880 مركزا، موزعة على كل من عمالات الدارالبيضاء ويتعلق الأمر بعمالات أنفا وعين الشق والحي الحسني، وبن مسيك، ومولاي رشيد سيدي عثمان، والحي المحمدي عين السبع، بالإضافة إلى عمالة المحمدية وعمالة مديونة، وأقاليم عمالات سطات والجديدة وسيدي بنور وبرشيد وبن سليمان، علما أن مستودعات الوكالة المستقلة للتثليج الكائنة بالقرب من سوق الجملة للسمك بشارع 10 مارس، بمنطقة تراب عمالة مولاي رشيد بالدارالبيضاء، شكلت نقطة مركزية لتخزين شحنات لقاح "أسترازينيكا" البريطاني الذي توصل به المغرب يوم الجمعة 22 يناير الجاري، كما هو الشأن بالنسبة إلى لقاح "سينوفارم" الصيني.