أكدت الولاياتالمتحدة رفضها أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب لإعلان قيام دولة مستقلة، وحذر أعضاء في مجلس الشيوخ بأن واشنطن ستستخدم حق النقض ضد أي إعلان فلسطيني للدولة في مجلس الأمن، كما حذرت الحكومة الفرنسية من إعلان أحادي قد يضر بقيام الدولة الفلسطينية. يأتي ذلك بعدما أعلن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في مؤتمر صحفي، أنهم تقدموا بطلب رسمي إلى دول الاتحاد الأوروبي لدعم توجه استصدار قرار من مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إيان كيلي، عندما سئل إن كانت الولاياتالمتحدة تدعم مبادرة فلسطينية لتحقيق اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية، إنه "ليس على اطلاع بأنهم جاؤوا إلينا بحثا عن رأينا أو موافقتنا". وأضاف أن الولاياتالمتحدة تدعم إقامة دولة فلسطينية، إلا أن "أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي بالمفاوضات بين طرفين". وقد أكد أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، من إسرائيل, أن واشنطن ستستخدم حق النقض ضد أي إعلان فلسطيني للدولة في مجلس الأمن. وقال السيناتور الديمقراطي، تيد كوفمان، في مؤتمر صحفي بالقدس، إن إعلان الجانب الفلسطيني تحويل القضية إلى قرار بالأممالمتحدة "سيكتب له الموت لحظة وصوله"، مضيفاً أنه "مضيعة للوقت". كما قال السيناتور، جوزيف ليبرمان، -وهو عضو يهودي مستقل بمجلس الشيوخ- إن أي إعلان "منفرد بصفة أساسية بشأن الدولة هو الشيء الوحيد الذي لن يحرك عملية السلام المتعثرة إلى الأمام". وأضاف "إنني آمل وأفترض أن الولاياتالمتحدة ستستخدم حق النقض ضد مثل هذا الإجراء إذا جاء على الإطلاق إلى مجلس الأمن". بدورها ، حذرت الحكومة الفرنسية السلطة الفلسطينية من أن أي إعلان أحادي الجانب لقيام الدولة الفلسطينية قد يضر بإقامة مثل هذه الدولة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنارد فاليرو، إن بلاده تعكف على إجراء ما وصفها بالمناقشات العميقة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة بهذا الشأن، وحث السلطة الفلسطينية على توخي الحذر. دعم أوروبي في هذه الأثناء، أعلن عريقات ، في مؤتمر صحفي عقده برام الله، أنه التقى "ممثل الاتحاد الأوروبي و27 قنصلاً وممثلاً لدول الاتحاد في رام الله"، وقال إنه تقدم إلى دولهم بطلب رسمي "لدعم توجهنا إلى مجلس الأمن باستصدار قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وأضاف أنه لم يسمع خلال الاجتماع أي معارضة أو تساؤل من ممثلي دول الاتحاد، مؤكداً أن الرد الأولي منهم كان "إيجابيا"، وأن هناك اتصالات مسبقة وتعاونا بهذا الاتجاه مع دول الاتحاد. ونفى عريقات أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية تسعى لإعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وقال إن هناك فرقا بين التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبين إعلان دولة فلسطينية من طرف واحد وبطريقة أحادية. وأوضح أن هدف الذهاب إلى مجلس الأمن هو "الحفاظ على خيار الدولتين، على اعتبار أنه خيار منظمة التحرير الفلسطينية"، معتبراً أن الوقت حان لإعلان مجلس الأمن من خلال دعم المجتمع الدولي الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية. وكان عريقات قد أعلن، الأحد الماضي، أن السلطة الفلسطينية ستتوجه بطلب إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدسالشرقية. وقد ردت إسرائيل بسرعة، وحذر رئيس وزرائها ، بنيامين نتنياهو، من أن أي إعلان لقيام دولة فلسطينية من جانب واحد سيعد خرقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، مهددا في الوقت ذاته باتخاذ إجراءات مضادة قد تشمل ضم مزيد من أراضي الضفة الغربية.