هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار مع سفير فلسطين بالمغرب الدكتور أحمد حسن صبح . .لن نعود الى المفاوضات مع نتانياهو إلا إذا حددنا مرجعيات التفاوض ومدته
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 08 - 12 - 2009

تسلم الدكتور أحمد حسن صبح مهامه كسفير لدولة فلسطين بالمغرب في يوليوز المنصرم بعد مسار طويل في الميدان الدبلوماسي، حيث شغل منصب سفير في عدة دول أوربية وآسيوية وفي أمريكا اللاتينية خاصة ، قبل أن يُتَوَّج هذا المسار بمنصب نائب وزير خارجية فلسطين منذ العام 2006.
وبالنظر للأهمية البالغة التي توليها السلطة الوطنية الفلسطينية للعلاقات الفلسطينية المغربية فقد تم تكليفه بسفارة بلده بالرباط، وهو المنصب الذي أعد له مشروعاً طموحاً لتوطيد العلاقات المغربية الفلسطينية على جميع الأصعدة.
وحول هذه العلاقات وحول الأوضاع الفلسطينية الداخلية ومستقبل المفاوضات المجمدة مع اسرائيل، كان لنا معه الحوار الذي جزأه الثاني و الأخير فيما يلي:
{ إعلان نتانياهو في الأسبوع الماضي عن تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر وضع الكرة دبلوماسيا في الملعب الفلسطيني، كيف ستتعامل السلطة الوطنية مع مبادرة نتانياهو هاته.
دعني أحتج بلطف على التعبير الذي استعملته في سؤالك، فهذا تعبير إعلامي غربي. فمادام هناك احتلال فإن كل الكرات موجودة في ملعب المحتل.
ليس هناك أي جديد في ما قاله نتانياهو، نتانياهو يتفاوض مع حكومته ومع ائتلافه المتشدد واليمين المتطرف قبل أي حساب آخر. فهو ينظر الى ما يمكنه من الاستمرار في الحكم. وينظر الى ما عملت به الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة دائما، فهي أولا تتحاور مع ذاتها ومع مكوناتها الداخلية ثم مع الولايات المتحدة ولا يهمها أن تتفاوض مع أحد ولا يهمها أن تتفاوض مع الفلسطينيين أساسا.
فلو أخذنا حرفيا ما طرحه نتانياهو لقلنا ان استثناء القدس من تجميد الاستيطان يعني قبولنا جميعا باستثنائها من مفاوضات الوضع النهائى، وهذا في حد ذاته أمر مرفوض ومرفوض من حيث المبدأ، فإذا قبلنا مجازا بطرحه، أي ألا ننظر الى القدس بالاهمية التي تستحقها للعودة الى المفاوضات، فبأي قوة أخلاقية وسياسية وقانونية سنطالب بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي نفسه للقدس لتصبح عاصمة للدولة الفلسطينية.
من جهة أخرى لو نظرنا الى النص الحرفي لما قاله نتانياهو لقلنا بأن الاستيطان يسير حاليا بوتيرة متسارعة أولا في القدس، وما يجري في القدس يشكل الآن 37 بالمائة من مجموع الاستيطان في الأرض الفلسطينية. هو (نتانياهو) استثنى القدس واستثنى المباني العامة في باقي المستوطنات واستثنى ما هو جار بناؤه، يعني انه لو قبلنا بذلك لأصبح الاستيطان عام 2009 و2010 و2011 أكثر مما كان عليه في أعوام 2008 و2007 و2006 عدديا. بمعنى أن ما يجري بناؤه الآن وما رَسَتِ العطاءات عليه وما هو مبانٍ عامة بمفهوم نتانياهو وحكومته أكثر بكثير مما كانت عليه وتيرة البناء و الاستيطان في السنوات الماضية.
قد يقول قائل، لقد قبلتم بالتفاوض مع «أولمرت» وغيره رغم مواصلتهم الاستيطان، أقول أن ما يقوم به نتانياهو الآن هو مزيد من الاستيطان في المواقع الحساسة التي إذا ما استمر البناء بها يمنع قيام دولة فلسطينية، بمعنى أن الاستيطان قد وصل الى تلك المواقع الحساسة جغرافيا في الارض الفلسطينية، التي تقطع التواصل الجغرافي بين المناطق المختلفة بالجنوب والوسط والشمال والأغوار في الضفة الغربية المحتلة بحيث لو قبلنا بما يعرضه نتانياهو وما يطلبه نتانياهو لانعدمت عمليا أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، بمعنى قولوا ما تريدون وأنا مستعد لقول ما تريدون، ولكني أستمر بعمل ما أريد على الارض، فنتانياهو يفاوضنا بالبلد وزر وبفرض حقائق على الارض.
و دعني أقول لك أنه حتى لو جمد الاستيطان بالكامل بما فيه القدس، فإننا لن نعود الى المفاوضات مع نتانياهو إلا إذا حددنا مرة أخرى مرجعيات التفاوض ومدته الزمنية، فنحن لسنا جاهزين للعودة للتفاوض من نقطة الصفر وكأننا لم نتفاوض منذ عام 1991 حتى الآن. فهم يريدوننا أن نعود الى التفاوض من أجل التفاوض، ونحن نريد أن نتفاوض لإنهاء الاحتلال، وحول المواضيع الرئيسية من النقطة التي وصلنا إليها بالتفاوض مع حكومات إسرائيل التي سبقت نتانياهو وفي مدة زمنية محددة وبتواجد دولي دقيق وواضح يحدد بوضوح وتيرة التفاوض والنتيجة التي يجب أن يكون: قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
إذا لم يكن على هذه الأسس فلا جدوى من العودة للمفاوضات، التي ستعطي نتانياهو غطاء وإبقائه مع ليبرمان ومع شاس شركاء في الاحتلال وشركاء في قمع الشعب الفلسطيني وفي حصار غزة.
{ ماهو البديل لرفض هذه المبادرة؟
لا، لا نحن لا نقول ذلك، نقول بأن الادارة الامريكية والرئيس أوباما لديها مزيد من الجهد الذي يجب أن يُبذل. الرئيس أوباما تعهد في خطابه بالقاهرة وتعهد علنا بوقف شامل للاستيطان كمقدمة للدخول في مفاوضات، ونحن قبلنا بذلك ونأمل أن توفق الادارة الأمريكية والمجتمع الدولي بحمل إسرائيل على ذلك.
نحن لا نرفض المفاوضات من حيث المبدأ ولكننا نريد وضوحا في المفاوضات لإنهاء الاحتلال ولا نريد أن نعود للمفاوضات فقط من أجل الدخول في عملية تفاوض وليس لتفاوض يفضي الى نهاية الاحتلال.
{ هناك تشاور دبلوماسي فلسطيني مع عدة مجموعات دولية قصد نقل مناقشة القضية الفلسطينية الى مجلس الأمن الدولي...
هذه قضية هامة أرجو أن أكون واضحا فيها. قيل بأن الفلسطينيين على وشك أن يقوموا بإعلان من جانب واحد لدولة فلسطينية يذهب بها الى مجلس الأمن. والواقع ان هذه التعبيرات ليست فلسطينية. الاحتلال الاسرائيلي في حد ذاته وبحكم التعريف والممارسة هو خطوة أحادية الجانب، هو احتلال من طرف واحد، نحن لم ندعهم ليحتلوا باتفاق مشترك، يقومون ببناء جدار فصل عنصري بخطوة أحادية الجانب، انسحبوا من غزة وأقاموا الحصار عليها من جانب واحد لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية و القدس من جانب واحد، يعتقلون مواطنينا من جانب واحد، يغلقون معابرنا وحدودنا من جانب واحد.
أما استقلال فلسطين، فهو انتصار للشرعية الدولية وبالتالي لا يمكن أن يكون خطوة أحادية الجانب.
لقد أعلنا استقلالنا منذ 1988 باعتباره تجسيدا لحق سياسي تاريخي قانوني أخلاقي لفلسطين كدولة مستقلة عاصمتها القدس.
ما قلناه وما نكرره هو أنه لا يمكن أن يُقبل تاريخيا أن يُترك مصير شعب تحت الاحتلال رهينة لقوة الاحتلال لتحدد متى يمكنها أن تعطيه الاستقلال. فلو تُرك ذلك لما استقل أي من شعوب العالم. لو ترك استعمار فرنسا للمغرب بيد الفرنسيين لوحدهم لما استقل المغرب، ولو تُرك استقلال الجزائر بيد الفرنسيين لما استقلت الجزائر ولو تُرك استعمار البيض العنصريين كسياسة وليس كجنس بشري في جنوب افريقيا بيد البيض لما انتهت سياسة الفصل العنصري.
ما أريد أن أقوله هو أنه لا يمكن أن يوضع الشعب الفلسطيني في الزاوية وتحت الضغط ولا يمكننا أن نترك مصيرنا بيد نتانياهو وبيد قوات الاحتلال.
ولهذا نحن نقول إذا وصل العالم الى قناعة بأن نتانياهو ليس شريكا في سلام حقيقي يقود إلى حل الدولتين، فما هو الحل؟ هل هو الحرب والقتل والدمار أم الشرعية الدولية؟
نحن نقول الحل هو الشرعية الدولية وأفضل تجلياتها هي مجلس الأمن الدولي: بمعنى ان علينا ان نذهب الى مجلس الأمن بعد استكمال التشاور مع كافة الاطراف الضرورية والفاعلة في المجتمع الدولي. فمجلس الأمن الدولي هو الذي قال بحل الدولتين و قال بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، لذلك فإننا نريد من مجلس الأمن أن يكلل جهدا فلسطينيا عربيا إسلاميا أوربيا دوليا لحمل الولايات المتحدة الامريكية على عدم وضع فيتو على ما قالته دائما في حقنا بدولة وبأن يجسد ذلك بقرار من مجلس الامن الدولي، يفرض على الاحتلال، وآنذاك سيواجه المجتمع الدولي خطوات الاحتلال الأحادية وليس الشعب الفلسطيني من يلجأ الى خطوات أحادية.
فنحن نخوض جهدا دوليا هادئا تشاوريا سيقودنا لاحقا الى مجلس الامن حتى لا يبقى مصيرنا بيد محتلينا.
{ تاريخ قرارات مجلس الأمن كان في معظمه لغير صالح الفلسطينيين هل تعتقدون أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد لا تستعمل حقها في نقض قرار مؤيد للحق الفلسطيني.
مرة أخرى، القضية ليست في قرارات مجلس الأمن، فقرارات مجلس الامن كانت دائما في صالحنا دعني أقول بأن قراراته لم تحظ بالدعم الكافي لفرض تنفيذها. فكان هناك ازدواجية في المعايير عند التنفيذ.
نحن لا نريد فيتو أمريكي على هذا التوجه ولا نريد فيتو بريطاني على هذا التوجه، بل نريد أن نصل الى مجلس الأمن بتوافق دولي ضد الاحتلال الاسرائيلي وليس لإحراج أحد.
نحن نريد لمجلس الأمن ان يكلل جهدا دوليا. والسؤال بسيط، من يقرر مصير الشعب الفلسطيني؟ القانون الدولي أم المحتل الاسرائيلي؟
إذا تركنا الموضوع في يد المحتل الاسرائيلي سيكون هناك مزيد من الاستيطان والجدران ورفض للاستقلال الفلسطيني وهذا ما هو حاصل على الارض. فنحن نفاوض الاسرائيليين منذ أكتوبر 1991 في مدريد حتى الآن، أي منذ ثمانية عشر عاما ونيف ، هل مطلوب منا أن تنهي وضع الحقائق على الارض، بحيث لا يمكن أن تكون لنا دولة. ماهو الخيار المتاح لنا؟ أن نكون متشددي؟ نضع قنابل في الحافلات وفي المطاعم أم نلجأ الى مجلس الامن والقانون الدولي؟ على المجتمع الدولي أن يجيبنا على ذلك.
نحن نأمل من أطراف المجتمع الدولي بمساعدة أشقائنا في المغرب وفي باقي الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الاسلامي و أصدقائنا في الاتحاد الاوربي أن يتفهموا بأن التوجه في حينه الى مجلس الامن يجب أن يكون انتصارا للقانون الدولي وانتصارا للحق والشرعية في مواجهة احتلال واستيطان وجدران.
{ أتفهم الجهود الدبلوماسية الهادئة التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل استقطاب المجموعات الدولية لهذا التوجه، ولكني لا أفهم الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس في هذا الوقت بالذات لأمريكا اللاتينية التي يعتبرها البعض تحرشا بالولايات المتحدة في فنائها الخلفي. هل هناك توجه للتحالف مع تشافيز (الرئيس الفنزويلي) ولولا (الرئيس البرازيلي) المعاديين لأمريكا من أجل الضغط على واشنطن.
أبعد من ذلك بكثير. نحن لدينا نصف مليون فلسطيني يعيشون بأمريكا اللاتينية. هذا يعني ان هناك نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني هناك. فالفلسطينيون في أمريكا اللاتينية أكبر مقارنة بنسبة سكاننا من المغاربة في أوربا. وبالتالي أُقَرِّ بُها للقارئ في جريدتكم المحترمة، فنحن لدينا ثقل ولدينا اعتراف دولي واسع في ذلك الجزء من العالم.
وقد تشرفت بخدمة بلدي في المكسيك والبرازيل وزرت كافة دول أمريكا اللاتينية. ودعني أقول بأن اعتراف فنزويلا بفلسطين يسبق تشافيز وأول سفير لفلسطين قدم أوراق اعتماده في كاراكاس قدمها للرئيس كالديرا الدمقراطي المسيحي اليميني، قبل وصول تشافيز الى الحكم. وبالتالي فالزيارة أبعد ما تكون من التحرش بأحد، نحن نذهب لأصدقائنا وإلى تجمعات جاليتنا الفلسطينية لنقول ماهي آخر المستجدات في فلسطين وما هو الدعم الممكن من هذه الدول الناشئة الكبيرة العملاقة كالبرازيل أن تقدمه لفلسطين.
فالرئيس محمود عباس لم يذهب فجأة الى دولة هنا أو هناك، فهذه جولة معد لها مسبقا، لا علاقة لها لا بتصريح نتانياهو ولا بموقف أمريكي طارئ.
فالسياسة الفلسطينية بأمريكا اللاتينية بدأت منذ عام 1973 عندما فتحنا أول سفارة في كوبا وفي عام 1976 عندما فتحنا في البرازيل وفي البيرو والأرجنتين والشيلي.. هي سياسة دائمة لفلسطين في التحرك نحو العالم.
نحن في مواجهة احتلال جائر وظالم، نلجأ للعالم دائما، فهذه هي نقطة قوتنا، من اليابان وحتى الشيلي، نحن لدينا 98 سفارة، ولم يسجل التاريخ حركة تحرر وطني تسعى لإنهاء الاحتلال بتواجد دبلوماسي مكثف مثل هذا.
فالزيارة ليست استفزازا لأحد ولا هجوما على أحد، ولكننا لا نسأل أنفسنا، نحن مع من ضد من في السياسة الدولية، بل نحن نسأل من هو معنا ضد الاحتلال. ونحن لا نصنف تشافيز ولا نصنف لولا ولا نصنف الرئيس المكسيكي أو الرئيس الكوبي أو الرئيسة الأرجنتينية أو رئيس وزراء اليابان، فهذه قضايا وطنية لكافة هذه الدول، وهذه الشعوب تختار حكامها ورؤساءها وملوكها وقياداتها ونحن نسأل من يقف مع الشرعية الفلسطينية ومع الشرعية الدولية في مواجهة الاحتلال.
وعن هذا السؤال نذهب حيثما ذهبنا ونقول نفس الخطاب. ودعني أؤكد بوضوح لا لُبس فيه بأن الرئيس محمود عباس تميز بقول نفس الكلام بالعربية وبالانجليزية وبكل اللغات التي يمكن أن يترجم كلامه لها في السر والعلانية، يكرر نفس الخطاب ويتحدث بنفس الحق الفلسطيني الذي يتلخص في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
ألا تعتقدون، سعادة السفير، بأن استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، يضع المفاوض الفلسطيني في موقع ضعف دوليا أو في مواجهته للمفاوض الاسرائيلي.
لا يكفي التئام الوحدة الوطنية الفلسطينية، لأننا كنا دائما موحدين. لم تأت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لتنهي الاحتلال والتوصل الى حل الدولتين.
فما يقال عن الانقسام الفلسطيني وربطه بالاحتلال الاسرائيلي واستمراره، هو كلام حق يراد به باطل.
نحن نسعى أهمية إنهاء الانقسام، ولكن المشكلة تكمن في قدرتنا نحن كأمة عربية، على التأثير في السياسة الدولية، فهم يريدون أن يشغلونا بقضايا بعيدة عن الهم الوطني الأكبر لتصبح قضية فلسطين بالنسبة للعرب قضية هامشية لا تقارن بمشاكل أخرى. وبالتالي أصبحت لكل دولة عربية مشاكل تغنيها من الاهتمام بفلسطين.
نحن نريد أن نعيد للعلاقات العربية العربية مزيدا من التضامن ومزيدا من وحدة الموقف، لأن الولايات المتحدة الامريكية في نهاية المطاف ليست جمعية خيرية تتحرك حُبًّا بالفلسطينيين أو كرها لأحد. هناك مصالح دائمة للدول وهناك مصالح دائمة للدول الكبرى ، و بالتالي حتى يتم حمل الولايات المتحدة الامريكية على لعب دور أكثر نزاهة وأكثر فعالية لإنهاء الاحتلال، علينا ان نتحدث لغة واحدة كعرب وأن نستفيد من إمكاناتنا الكثيرة وقنوات الحوار الكثيرة التي نفتحها مع الادارة الامريكية لخدمة فلسطين وإنهاء الاحتلال. ونحن في هذا الخصوص سنكون دائما عاملا إيجابيا ومقربا ومجمعا لكلمة العرب من أجل مصالح شعوبها من جهة و من أجل مصلحة فلسطين وإنهاء الاحتلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.