رحل خمسيني مهاجر باسبانيا، متأثرا بالبرد بعد أن عثرت عليه الشرطة جثة هامدة ظهر أمس الأربعاء قرب باحة باب العمارة التي تحمل ترقيم 105 بشارع consellera de Cent Barcelona. وبجانبه قارورة عدس معلبة وشاحن كهربائي وبعض الملابس المهترئة وشرشف سريري كان قد أعطاه له أحد جيرانه منذ خمسة أيام وعربة صغيرة للأطفال بلون برتقالي يضع فيها متلاشياته. وحسب تصريحات الجيران فإن عمر الهالك تراوح ما بين 50 و 60 عاما، لأنه يفتقد للتعريف بالهوية، حسب بلاغ للشرطة المحلية ( Mossos Desquadra ) والتي قالت أيضا أن الهالك لا تبدوا عليه آثار للتعنيف الجسدي ..
كان هذا الرجل دائما ما يستيقظ باكرا، حوالي الثامنة صباحا متكئا على عصاه، ويجر عربة الأطفال البرتقالية ويجوب الشوارع، ثم يعود لمكانه المعتاد حسب ما أفاد به الجيران لموقع العلم، إلا أنه صباح أمس ظل مكانه نائما لعدة ساعات على غير عادته، مما أثار استغراب الأب Xavier الذي لاحظ أن نومه هذا ينم عن وعكة صحية يمر بها، ما اضطره بإبلاغ الشرطة التي حضرت على الفور إلى عين المكان، لتكتشف أن المتشرد قد فارق الحياة تحت تأثير البرد وانخفاض درجة حرارة جسمه تماما، مثل وفاة الشابين المغربيين منذ حوالي أسبوع، وهذه هي الوفاة الثالثة بسبب موجة البرد التي اجتاحت المنطقة.
وقال الأب Xavier أنه سبق ونصح الهالك بالتوجه إلى مبنى قريب للرعاية الإجتماعية، لكنه كان يرفض طلبه دائما، وكان الرجل لا يتقن اللغة الإسبانية وظل في ذلك المكان حتى وافته المنية تحت ظروف قاهرة وسيئة.
ورغم وفاته في تمام الساعة الثامنة صباحا، حسب ما أوردته تقارير السلطات الأمنية ببرشلونة، إلا أن الشرطة حضرت لعين المكان وظلت بجانبه حتى نقلته سيارة الإسعاف إلى مستودع الأموات لعمل إجراءات التشريح حوالي الساعة الثانية والنصف زولا لمعرفة أسباب الوفاة، وتعتبر هذه الحالة الثالثة التي تفارق الحياة بسبب شدة البرودة والطقس السيء الذي يجتاح كل مناطق التراب الإسباني.