تواصل منصات رقمية بوسائل التواصل الإجتماعي والصفحات الإلكترونية من جعل الساذجات والساذجين أمثلة يقتدى بها ومتابعتها في نشر تفاهاتهم، حتى يظل وجها مألوفا لدى المشاهدين ، يكفي أنه يظهر فقط في بعض المواقع الإلكترونية المشهورة، حتى تجد كل الناس تلتقط معهم صور "السيلفي" والصور العادية بل ويتم استجوابهم كأنهم قدوة زمانهم. يظل هذا الحال لأيام أو أسابيع يظهر هنا وهناك لمجرد أنه قال كلاما اعتباطيا أضحك الناس.. وهكذا، بدأت بعض الصفحات الإلكترونية تتصيد بعض الوجوه الغريبة والمضحكة في التجمعات والأسواق وفي الشارع عبر ميكرو تروتوار ثم تبدأ مسلسل تسويق شهرتهم حتى يألف الناس طلاتهم.. لا حصر للوجوه التي ألفناها عبر المواقع الشهيرة التافهة التي لها من المعجبين ما لا يصدقه العقل ، بل وعمل هؤلاء على إنشاء قنوات خاصة على منصة اليوتيوب لاستقطاب أعداد أخرى متزايدة تدر عليهم دخلا شهريا لا بأس به، حتى أصبح عدد التافهين في تزايد مستمر، بقدر عدد المشاهدات التي يحصلون عليها.. في ظل هذا الوضع القاتم والغير المقنن يتزايد منسوب الضحالة والجهل في المجتمع الذي ينزل للحضيض أخلاقيا .. ليس هذا في وطننا فحسب، بل هذا الأمر منتشر عبر كل القارات، وتخيلوا معي كم تستخلص إدارة يوتيوب من الأموال والبلايين التي لا تعد ولا تحصى، وكل هذا من أجل المال واستغلال العقول الضعيفة التي تركض خلف السراب والوهم.. ليس هناك تقنين محكم ولا قوانين زجرية تحد من هذه الظواهر الغريبة والتي أركست مجتمعاتنا إلى أسفل سافلين ..