تأثرت الأسواق الموريتانية كثيرا مع استمرار عصابات محسوبة على البوليساريو في إغلاق المعبر الحدودي الكركرات لليوم 15 على التوالي،نتيجة النقص الحاد في الخضروات والفواكه،والمستلزمات والتجهيزات الأساسية كانت تزودها بها يوميا العشرات من الشاحنات المغربية. وقال مصدر لجريدة «العلم» من الجارة الجنوبية أن هذا الإغلاق جاء في ظرفية صعبة بالنسبة للمستهلك الموريتاني، الذي مازال يعاني الأمرين مع استمرار آثار جائحة كورونا، مشيرا إلى الارتفاع غير المسبوق في الأثمنة ب «سوق المغرب» والذي يعد أكبر سوق للخضر والفواكه بموريتانيا، والمزود الأساسي للعاصمة نواكشوط، وباقي المدن والولايات، اذ تقصده أزيد من 30 شاحنة من الحجم الكبير أسبوعيا،محملة بما بين 300 و400 طن من السلع، مع العلم أنه يقصده أيضا بعض تجار الجملة من دولتي السينغال ومالي.
وسجل المصدر على سبيل المثال الارتفاع الصاروخي في ثمن الطماطم والبطاطس المغربية، والتي انتقل سعرها من 500 إلى حدود 1000 أوقية، أي ما يعادل 30 درهما مغربية فما فوق، وكذلك الشأن بالنسبة للفواكه كالموز والتفاح التي ارتفع ثمنها إلى حدود 1500 أوقية، أي أكثر من 40 درهما، زيادة على نفاد حليب الأطفال من الأسواق والصيدليات بشكل تام.
وأضاف أنه يوما بعد يوما بدأت أصوات الاحتجاج تتزايد بعد الشح الذي بدأت تعرف بدرجة أولى مختلف الأسواق بنواكشوط والعاصمة الاقتصادية نواذيبو من المواد الأساسية بالنسبة للمواطنين، وكذا من المواد الأولية التي تحتاجها العديد من المصانع الموريتانية لتحريك عجلتها، وخاصة تلك المتخصصة في تصنيع السمك، والتي نفذ مخزونها من صفائح «الكرتون» التي يتم استيرادها من المغرب واسبانيا.
علاوة على الخسائر الفادحة التي يتكبدها التجار الموريتانيون الذين اعتادوا بيع منتوجاتهم في الأقاليم الجنوبية المغربية، كالأثواب وصناعات التقليدية، وبعض التوابل، ومصدرو السمك عبر الشاحنات إلى الأسواق الأوروبية.
وعلاقة بالموضوع تشير بعض التقارير إلى أن العديد من سفن الصيد الأوروبية التي تصطاد في السواحل الموريتانية، لم تجد من خيار سوى إفراغ حمولتها في ميناء الداخلة، بعد تعذر إفراغها في ميناء نواذيبو في ظل عدم السماح بعبور الشاحنات في اتجاه المغرب، ثم إلى أسواق أوروبية عديدة.