يتميز كتاب »من أعلام المغرب العربي في القرن الرابع عشر، ونبذة عن حركة العلماء الإسلامية بعد الاستقلال« للأستاذ المصلح المرحوم عبد الرحمان بن محمد الباقر الكتاني (1344 1401)، بمميزات لخّصها محققه الأستاذ محمد حمزة بن علي الكتاني في احتوائه على تراجم لا توجد مفصّلة إلاّ فيه؛ وذكره لتراجم علماء خارج مناطق فاس والرباط وسلا وتطوان التي ركّزت عليها أغلب تراجم علماء المغرب؛ وحديث مؤلفه عن أفكار المترجمين وأعمالهم الإصلاحية بصورة فكرية حركية؛ كما ذكر دوره وأعماله ضمن التراجم ومختلف الأحداث التي سار بها المغرب في تلك الفترة؛ بالإضافة إلى ذكره أفكاره وتوجيهاته وانتقاداته لواقعه فهو كتاب تاريخ وفكر. وأصل هذا الكتاب مجموعة كبرى من التراجم ألفها المؤلف على طول حياته وتنقسم إلي: 1 تراجم ودراسات كتبها عن بعض شيوخه ونشرت في الجرائد والمحلات مبتورة في الغالب وقد طابقها محقق الكتاب على المخطوطات بخط المؤلف أو أحد تلاميذه ما أمكن. 2 مذكرات عن بعض الشخصيات العلمية كتبها المؤلف لنفسه. 3 خطب تأبين أبّن بها مجموعة من أصدقائه من العلماء. 4 توصيات كتبها ترشيحا لبعض العلماء لمناصب معينة. ومن عمل د. محمد حمزة بن علي الكتاني في هذا التحقيق جمعه المادة من مظانها، وترجمة بعض الأعلام الموجودين من مشايخ أصحاب الترجمة. وشرح بعض الكلمات الغريبة وغير الواضحة، والتعليق على ما يجب التعليق عليه، وعز والآيات القرآنية مع تخريج الأحاديث النبوية، وكتابة مقدمة عن تاريخ علماء المغرب في القرن الرابع عشر الهجري، وكتابة ترجمة مفصلة عن المؤلف رحمه الله تعالى. والتراجم التي أضافها المحقق تربو على 150 ترجمة، فتكون تراجم الكتاب مع تراجم التحقيق تزيد عن مائتي ترجمة لأعلام المغرب، غالبيتهم العظمى من أهل القرن الرابع عشر الهجري. والمرحوم العلامة عبدالرحمان الكتاني من علماء سلا، الأبرار الذين تذكرهم مساجدها، بفخر وعرفان، ولا سيما مسجدها الأعظم. كان رحمه الله تعالى إماما نبيلا، ومشاركا في جل علوم الشريعة من تفسير وحديث، وفقه ولغة ونحو وصرف وأصول وبلاغة، وتوحيد ومنطق، وتصوف وسيرة وتاريخ .. إلخ. وهو كما قال المحقق محمد حمزة، علامة في التفسير، متبحر في الفقه، متضلع من علم الأصول، مشارك في الحديث، متبحر في علوم اللغة، ذو مشاركة قوية في السير، والتاريخ والتراجم، محيط بعلم الاجتماع، علم من أعلام التصوف الطاهر النقي، مطلع إطلاعا كبيرا على كتب المتقدمين والمتأخرين في مختلف الفنون خاصة الفقه، مستوعب للكتب الفكرية والتنظيرية السائرة في عصره، جامعا بين القديم . كان المرحوم العلامة عبدالرحمان الكتاني حر الضمير والفكر، يرى وجوب تجديد الفقه الإسلامي، داعيا إلى إحياء السنن. وقد أصبح أستاذ الجامع الأعظم الرسمي بعد موت شيخه شيخ الجماعة بسلا الشيخ أحمد بن عبدالنبي رحمه الله، وذلك بطلب من وزارة الأوقاف، فما مات حتى تخرج عليه مئات من طلبة العلم والعلماء وليدرك، أو يكاد، مرتبة شيخ الجماعة بسلا. كما أسس في بداية عهد الاستقلال المعهد الإسلامي الحر، وكان عضوا مؤسسا لرابطة علماء المغرب، وعمل عضوا في اللجنة المركزية لمساندة الكفاح الفلسطيني ، وشارك في تحرير عدة صحف عربية ، واستدعي لعدة مؤتمرات. ومن آثاره رحمه الله: أحكام الأضحية. المفلس من أمتي. أحكام رمضان والصيام. حكم دفع زكاة الفطر بالمال. المرأة في الإسلام. الأسرة في الاسلام. بحوث تحليلية نقدية في الفكر الإسلامي. الرحلة الحجازية عظماء الإسلام. الغبطة بالعلماء. الرد على البهائية والقديانية. الرد على الانحلاليين. فضل الطرق الصوفية ودورها الإصلاحي الروحي والاجتماعي والسياسي تحديد النسل في الإسلام محمد الكتاني شهيد الاستقلال. حكم إقامة التماثيل. تحقيق الفتوحات القيومية شرح الصلاة الأنموذجية« لوالده. مفاخر شمخت في كل مكرمة كأنما هي في أنف العلا شمم وأما كتاب »من أعلام المغرب العربي في القرن الرابع عشر« فقد جمعت أغلب مادته الدكتورة نور الهدى الكتاني، وقام بتحقيقه وإخراجه إلى القارئ إخراجا علميا دقيقا الدكتور محمد حمزة بن علي الكتاني، وهو يتألف من 352 صفحة من القطع الكبير، وقد صدر عن دار البيارق في الأردن. في طبعته الأولى سنة 1421ه 2001ه .