تعتبر سكينة الصفدي، أحد الوجوه البارزة في الأغنية الشعبية ضمن المجموعة الأسطورية (جيل جيلالة)، الفنانة المغربية الوحيدة التي شاركت في ملحمة المسيرة الخضراء قبل 34 سنة. مسيرة كبرى ميزت تاريخ المغرب وحياة هذه الفنانة التي دونت هذا الحدث عبر أغنية خالدة بعنوان «العيون عينيا». وكان عمر سكينة آن ذاك 26 سنة، وقلبها مفعم بروح الوطنية وحب البلاد. وتقول سكينة بنبرة متأثرة « لقد زرت تقريبا جميع أنحاء العالم بمناسبة الجولات الفنية التي قمت بها، لكني لم أجد بلدا يشبه بلدي من حيث كرم أهله وضيافتهم وفخرهم، ثم رددت شعار المملكة الله الوطن الملك « الذي تحبه وتقدره. وتضيف سكينة بتأثر وفرحة كبيرين أنها لم تتردد لوهلة عندما سمعت نداء جلالة المغفور له الحسن الثاني، وتوجهت على الفور إلى أقرب دائرة بدرب السلطان لتسجيل اسمها ضمن 35 ألف متطوع مثلوا مدينة الدارالبيضاء. وبذاكرة حية، وكلمة واثقة، وصوت عذب، تتذكر سكينة الصفدي بقوة تفاصيل الحدث، وكأنه وقع بالأمس، حيث كلفها القائمون على التنظيم بتأطير النساء اللاتي تجمعن بمخيم بعين السبع قرابة 10 أيام قبل السفر لإعدادهن للمشاركة قبل موعد الانطلاقة الكبرى. وكان يسود المخيم نوع من الانضباط، وكانت النساء من جميع الأعمار تتحاكى قصصا شعبية وترددن أغاني من الربرتوار التقليدي، لا سيما الأغنية الشهيرة «لعيون عينيا» التي سجلتها مجموعة جيل جيلالة باستوديوهات الإذاعة الوطنية بضعة أيام قبل انطلاق المسيرة وأذيعت مباشرة على أمواج الإذاعة. وبزي عسكري، أدت سكينة هذه الأغنية أمام رفيقاتها والمشاركين الذين تعبأوا من أجل القضية الوطنية استجابة للنداء الملكي، حيث تحركت على الفور مشاعر قوية وفرحة عارمة في صفوف المشاركين في هذه المسيرة الخالدة التي تعكس التئام الشعب والعرش. وتعتبر سكينة التي ستحتفل في 23 نونبر بذكرى ميلادها ال 61، أن المسيرة الخضراء مسيرة فريدة في تاريخ الأمم والشعوب وتجسد حكمة ملك كبير وتجند شعب بأكمله. وصرحت سكينة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مشاركتها إل جانب 350 ألف متطوع في المسيرة المظفرة لم تكن بمثابة أول سفر لها إلى الأقاليم الجنوبية، حيث كانت تقوم بجولات عبر ثكنات ومخيمات القوات المسلحة الملكية لتشجيع الجنود وتعبئتهم. وعرفت سكينة، الفنانة المتميزة والمرأة الجريئة، على امتداد مسارها الفني، بأناقة أسلوبها وسمو روحها، كيف تجسد تحرر المرأة المغربية في تلك الحقبة، والتي تحمل اليوم أمل شعب بأكمله وإحساسا عميقا وصادقا بالوطنية.