ألقى الأستاذ والأديب ورجل الإعلام المتميز عبد الكريم غلاب مؤخرا محاضرة جد هامة حول الإعلام والتنمية الديمقراطية برحاب كلية الآداب سايس فاس وذلك بدعوة من طلبة شعبة الإعلام والتواصل التي استحدثت في السنة الماضية، وهي أول شعبة من نوعها داخل الجامعة المغربية. استهل الاستاذ غلاب مداخلاته بالتعريف بمفهوم الصحافة كأداة للربط بين المفكرين والمسؤولين والمتلقين وهي كذلك أداة لتوصيل الخبر وللتحليل السياسي والثقافي والاقتصادي ولتبليغ الأفكار الجديدة والجيدة لمجموع المواطنين. وقد عرَّف الأستاذ المحاضر مصطلح »التنمية« بالحكم الصالح والمجدي والنافع للنمو الإقتصادي والثقافي كما أنه أكد أن الدميقراطية هي تمكين المواطن من جميع حقوقه الانسانية الأساسية من سكن وشغل شريف يفيد به نفسه ومجتمعه، وأضاف عبد الكريم غلاب أن الديمقراطية ترمي إلى تكوين مواطن متميز، قادر على الإنتاج الصالح. وأكد من جهة أخرى أن الحرية الإعلامية لاتعني الفوضي والتسيب لأنها مضبوطة بالقانون وبأخلاقيات المهنة، حتى يمكن للمتلقي الحصول على الخبر الصحيح وحتى يمكنه أن ينتقد أو يؤيد ويُبدي أفكاره. وأثار المحاضر الإنتباه الى أن الصحافة (بكسر حرف الصاد) هي رسالة نبيلة وهي عقد بين المنتج والمستهلك وهي مسؤولية بعيدة كل البعد عن النزوات والرغبات المنحرفة التي يمكن أن تخالج رجل الاعلام. فهذا الأخير يمكنه أن يكتب ما يشاء ولكن في حدود عدم تضليل القارئ، ولهذا فهو يحترم الحقيقة كما عليه ألا يسقط في السوداوية التي تسمم الأفكار والقلوب، حتى لايفقد المواطن ثقته في المستقبل لأن من الأدوار الأساسية للصحافة هي زرع الأمل وحب المشاركة والسعي للإصلاح في العقول. فدور الصحافة الحقيقي هو دفع المواطن للبناء والتشييد والتنمية حتى تقضي على الفساد وذلك بالابتعاد عن طريق نشر أخبار الجرائم البشعة والشنعاء فالصحافة المكتوبة حسب عبد الكريم غلاب لها قوة تأثير كبرى لان الحرف له تأثير كبير وكذلك الكلمة. وأثار نقطة مهمة جدا تتعلق باللغة لأنها أساسية جدا، فنحن محتاجون الى لغة إعلامية راقية وذلك لرفع مستوى القارئ، وما أحوجنا الى الابتعاد عن اللغة السوقية وللكلمات النابية. وهكذا تصير الصحافة أدبا رفيعا ووصفا دقيقا للواقع الإجتماعي والثقافي والاقتصادي . وعلى ذكر الثقافة فهي تكوِّن جانبا محوريا، فالصحافة مطالبة بالاطلاع على آخر الإصدارات والكتب المهمة، كما هو الحال في دول الشمال، وبدون الثقافة تصبح صحافتنا مشلولة. وفي آخر المحاضرة تطرق الأستاذ عبد الكريم غلاب إلى ضرورة تمتيع الصحفي بحرية التعبير، فالحرية تفتح أمامه مجالات شاسعة لإرشاد مواطنيه حتى ينهلوا من العلم النافع والمفيد . كما أنه ذكر أن اعداء الصحافة النزيهة: هي الكذب والتهويل والتضليل وهكذا يكون الاعلام الهادف مكملا لعمل الحكومة حيث أنه يقدم لها الأفكار الجيدة للبناء وينبهها إلى الأخطاء التي قد تعتري المسيرة التنموية مع التصدي لليأس والنميمة والإشاعة والسوداوية، والصحافة التي تجعل من الإنسان الطالح انسانا صالحا حتى نتمكن من بناء مجتمع يتميز بالعمل المجدي والرخاء العميم.