حذر الحرس الثوري الإيراني المعارضة من عواقب تنظيم أي حشود جماهيرية، اليوم الأربعاء ، الذي يوافق الذكرى الثلاثين للسيطرة على السفارة الأميركية في طهران، وأكد أنه لن يسمح لأي جهة باستغلال المناسبة "لبث روح الانقسامات والتفرقة"، على حد تعبيره. جاء ذلك في بيان رسمي أصدره الحرس الثوري -أحد أهم المؤسسات الحاكمة في إيران- دعا فيه إلى اليقظة من "الأعمال المزعجة والمؤامرات من جانب عملاء العدو، ومن جانب بعض المضللين من الشعب ، يوم 4 نونبر الجاري". وأكد البيان، في لهجة تحذيرية صريحة، أنه لن يسمح "لأي جماعة سياسية بأن تفرض نفسها ، وأن تستخدم شعارات زائفة تحرض على الانقسام". في السياقذاته، قال نائب قائد الشرطة الإيرانية، أحمد رضا رادان، إن "الشرطة ستتعامل ضد أي تجمع غير شرعي في ال13 من آبان" وهو التقويم الفارسي الموافق للرابع من الشهر الجاري. ويأتي البيان وتصريحات رضا ، نائب قائد الشرطة ، بعد يومين فقط من تلميحات أطلقها زعيما المعارضة المحسوبة على التيار الإصلاحي لجهة دعوة أنصارهما للنزول إلى الشارع، اليوم الأربعاء. ففي بيان نشر على الموقع الإلكتروني التابع لرئيس الوزراء الأسبق، مير حسين موسوي، لم يستبعد الأخير المشاركة في مسيرات احتجاجية في هذه المناسبة التي عدها "موعدا يؤكد فيها الشعب أنه القائد الحقيقي"، في إشارة واضحة إلى اتهاماته السابقة للرئيس محمود أحمدي نجاد بسرقة الانتخابات الرئاسية الأخيرة عبر تزوير الأصوات والتلاعب بالنتائج. كما ألمح رئيس البرلمان الإيراني السابق ، مهدي كروبي -الذي اتهم السلطات الأمنية بالاعتداء واغتصاب أنصار المعارضة المعتقلين لديها- إلى احتمال مشاركته في مسيرات مماثلة بمناسبة ذكرى الاستيلاء على مقر السفارة الأميركية عام 1979. وتخشى السلطات الإيرانية من أن تتحول الاحتفالات بهذه المناسبة إلى مسيرات احتجاجية للمعارضة للتنديد بحكم الرئيس أحمدي نجاد كما حدث في 18 شتنبر الماضي عندما استغل أنصار المعارضة مسيرة مؤيدة للقضية الفلسطينية لإطلاق شعارات مناهضة للحكومة. ولم يستبعد بعض المراقبين احتمال أن تستغل هذه المناسبة بما يعكر أجواء الحوار التي تهمين حاليا على العلاقات الأميركية الإيرانية بخصوص البرنامج النووي الإيراني. يشار إلى أن قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) التابعة للحرس الثوري، شاركت في قمع المظاهرات والاحتجاجات التي تلت إجراء الانتخابات الرئاسية ، يوم 12 يونيو الماضي، مما أشعل فتيل أزمة داخلية هددت لأول مرة استقرار النظام السياسي في البلاد منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل 30 عاما. يذكر أن الرابع من نونبر ، أصبح تقليدا سنويا في إيران لخروج المسيرات المنددة بالولاياتالمتحدة وإسرائيل، حيث تحتشد الجماهير أمام مقر السفارة الأميركية السابق في طهران -الذي يطلق عليه الإيرانيون اسم وكر الجواسيس- إحياء لذكرى الاستيلاء على المقر، واحتجاز عدد من الدبلوماسيين الأميركيين مدة 444 يوما. بيد أن المبنى -الواقع في واحد من أهم الشوارع الرئيسة وسط العاصمة الإيرانية- حول منذ سنوات إلى مركز ثقافي تحت إشراف وإدارة الحرس الثوري ، حيث تقام فيه بين الحين والآخر معارض فنية تسلط الضوء على ما تسميه طهران "جرائم الولاياتالمتحدة".