نظمت أخيرا مؤسسة أومنيوم شمال أفريقيا (أونا)، بالرباط، لقاء مع المؤرخ والدبلوماسي والكاتب عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية حول كتابه "رحلتي الأولى إلى فرنسا 1952". وفي كلمة بمناسبة هذا اللقاء، الذي احتضنته فيلا الفنون، قال الأستاذ التازي إن "الرحلة عنصر قوي جدا في تكوين الإنسان" باعتبارها "تعرف المرء بالآخرين وتجعله دائما على صلة بواقع الآخرين". وأكد الأستاذ التازي أن أدب الرحلة "سيظل مهيمنا على باقي أنواع الأدب أو الكتب" باعتباره "يقدم الشخص الراحل ويكشف عن ذوقه وشخصيته" داعيا إلى ضرورة الاهتمام بكتابات الرحالة قبل رحيلهم. وبحس لا يخلو من الطرافة، استعرض الأستاذ التازي الدوافع التي كانت وراء أول رحلة له إلى فرنسا، وعددا من الوقائع التي تخللتها. وفي تصريح للصحافة، اعتبر الأستاذ عبد الكريم غلاب عضو أكاديمية المملكة المغربية الأستاذ التازي "رحالة مهما جدا، أمتعنا بذكريات طيبة وقيمة وممتعة من حياة الفرنسيين الذين شعر آنذاك (1952) أنهم يختلفون عن الفرنسيين الموجودين بالمغرب والمستعمرين له". وقال إن صاحب الرحلة "لجأ إلى إبراز بعض اللقطات الشعبية والاجتماعية من داخل المنازل التي زارها أكثر مما اتجه إلى الحياة العامة التي يراها أي شخص" مشيرا إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة "تذكرنا بالرحالين الكبار الذين سجلوا تاريخ الدول من خلال هذه اللقطات الاجتماعية التي لا يلتفت إليها الكثيرون". ويحكي كتاب "رحلتي الأولى إلى فرنسا 1952"، الذي صدر في 144 صفحة عن (دار الحرف) سنة 2008 متضمنا عددا من الصور الفوتوغرافية الخاصة، وقائع الرحلة التي قام بها عبد الهادي التازي إلى فرنسا بدعوة من أسرة فرنسية بعد الصدى الطيب الذي خلفته معاملة أسرته لبعض أفرادها أثناء مقامهم في المغرب. وقد شغل الأستاذ التازي، المزداد بتاريخ 1921، منصب سفير للمغرب لدى كل من ليبيا والعراق وإيران والإمارات العربية، ومنصب مدير المعهد الجامعي للبحث العلمي. وساهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية. وهو عضو في مجموعة من الهيئات الثقافية العالمية من ضمنها المجمع العلمي العراقي (1966)، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة (1976)، والمعهد العربي الأرجنتيني (1978)، ومجمع اللغة العربية الأردني (1980)، ومجمع اللغة العربية بدمشق (1986). من أعماله (تفسير سورة النور)، و(آداب لامية العرب)، و(أعراس فاس)، و(في ظلال العقيدة)، و(ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقي)، و(صقلية في مذكرات السفير ابن عثمان). يشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار المقاهي الأدبية التي تنظمها مؤسسة (أونا) من أجل تشجيع الجمهور على التعاطي مع الأدب المكتوب باللغة العربية.