لم تستطع الضغوط الاعلامية و الرسمية المسلطة على مساعد وزيرة الخارجية الأمريكيةبالجزائر من حمل المسؤول الأمريكي على التصريح بموقف يناسب أجندة الجزائر فيما يتعلق بملف الصحراء أو يعطي الانطباع بأن الولاياتالمتحدة قد أعادت النظر في موقفها التقليدي من النزاع كما سبق لأكثر من مسؤول في البيت الأبيض أن أكده في العديد من المناسبات . و كان مساعد كاتب الدولة الامريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط، جيفري فالتمان قد أعرب يوم الأربعاء عن "إرادة بلاده " في التوصل إلى تسوية "نهائية" للنزاع في الصحراء و دعمها لحل مشكلة الصحراء في إطار الأممالمتحدة، و تشجيع البيت الأبيض الأطراف المعنية بالنزاع على الأخذ بمقترحات المبعوث الأممي السيد روس متجاهلا أسئلة الصحفيين الجزائريين الملحاحة التي ظلت تراهن على زلة لسان للمسؤول الأمريكي ينطق من خلالها عبارة تقرير المصير . و بالقدر الذي شجع فيه المسؤول الأمريكي طرفي النزاع على دراسة مجمل الاقتراحات المقدمة التي تتجه نحو التسوية النهائية للخلاف و هو ما يعتبر إقرارا ضمنيا بوجاهة مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب كمقترح وحيد مطروح على طاولات المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة نقل عن المسؤول الأمريكي قوله أن الولاياتالمتحدة 'صديقة الجزائر والمغرب معا' و هو ما يفهم منه رفضه الانسياق وراء الضغوط المسلطة عليه خلال زيارته القصيرة للجزائر للتماهي مع أسطوانة تقرير المصير المتلاشية التي ما زالت الجزائر متمسكة بها منذ عقود دون أن تستطيع لا هي و لا صنيعتها البوليزاريو تقديم مقترح عملي واضح لمسلسل المفاوضات الجارية . وتمارس الحكومة الجزائرية منذ فترة العديد من الضغوط و تنسج سلسلة من الخرجات و الخطط الديبلوماسية المتآمرة لاستغلال وضعها الاعتباري الاقليمي الجديد في جبهة مقاومة الارهاب بالساحل الافريقي و أيضا عبر صفقات النفط المسيلة للعاب لحمل العديد من القوى المؤثرة على سحب دعمها للموقف المغربي من نزاع الصحراء و في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ستقوم وزيرتها في الخارجية بزيارة للمغرب بداية الشهر المقبل للمشاركة في منتدى المستقبل الذي تحتضنه مراكش ، و الذي يعد مبادرة مشتركة لبلدان الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا والدول المصنعة لمجموعة الثمانية ستعمل الجزائر طبعا جاهدة لاحتواء ما قد تحرزه مبادرة المغرب من دعم و تفهم خلال هذا المنتدى الدولي .