تعرضنا في عدد سابق، لبعض المواضيع التي ناقشها رئيس الحكومة الجهوية للأندلس (كرينيان) في زيارته الرسمية الأولى للمغرب، ومن ضمنها الملف الشائك المتعلق بتهجير الأطفال المغاربة القاصرين الموزعين على مراكز الإيواء ببعض المدن الأندلسية، والذين يقدر عددهم، بحوالي (900) طفل قاصر.. غير أن المسؤولين المغاربة، وعلى رأسهم وزير الداخلية شكيب بنموسى، تعاملوا بحذر مع هذا الموضوع، وهو ما عبرت عنه الصحافة الإسبانية بقولها، أن المسألة تحتاج من الجانب المغربي، إلى الدراسة المتأنية من جوانبها المختلفة.. وإذا كان هذا هو الموقف الرزين للمسؤولين المغاربة، والذي تم إبلاغه بلياقة وديبلوماسية للمسؤول الأول الإسباني على صعيد الحكومة الجهوية للأندلس، والمعني أكثر من غيره بالموضوع. فإن أطرافاً إسبانية أخرى، حاولت استغلال اجتماع اللجنة الدائمة للعمل المشترك الإسباني المغربي المنعقد أخيراً بالعاصمة الإسبانية مدريد، في محاولة تمرير مخطط تهجير الأطفال المغاربة القاصرين، الرافضين الالتحاق بالمغرب، والمكدسين حالياً في مراكز الإيواء بالأندلس.. وفي هذا الإطار، فقد روجت بعض المصادر الرسمية الاسبانية، موافقة المغرب على عمليات الترحيل الاحتيالي، موازاة مع فتح مركز للاستقبال والإيواء في الناظور، ومركز للرعاية والتوجيه ببني ملال، وذلك خلال الشهر الجاري.!. فهل هي مناورة تحايلية على المغرب، أم أن المغرب وافق على ترحيل أطفاله في مدريد بعدما رفض ذلك في الرباط.