أكد وزير التشغيل والتكوين المهني جمالي أغماني أهمية التكوين من أجل الاستجابة لحاجيات السوق التي تتطلب يدا عاملة مؤهلة بشكل متزايد, وذلك خلال ترؤسه حفل تسليم الشواهد لخريجي برنامج المساعدة على الإدماج «وورك بليس ساكسيس». ومكن هذا البرنامج, الذي يعد ثمرة تعاون بين جمعية «دار وزان للتنمية والثقافة» و»المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل»,24 من الشباب الباحثين عن عمل بمدينة وزان من الاستفادة من تكوين من طرف خبراء أمريكيين بشراكة مع جامعة الحسن الثاني عين الشق بالدار البيضاء. وذكر الوزير أن سوق الشغل بالمغرب عرفت خلال السنوات العشر الأخيرة انتعاشة ملحوظة يؤكدها المنحى التنازلي لمعدل البطالة الذي انتقل من9 ر13 بالمائة سنة 1999 إلى1 ر8 بالمائة خلال الربع الثالث من هذه السنة. وأوضح أن هذه الانتعاشة ساهمت فيها الدينامية المتمثلة في انطلاق إنجاز مكونات مجموعة من المخططات بقطاعات أساسية ومنتجة لمناصب الشغل كالصناعة والخدمات والسياحة والبناء والاشغال العمومية وكذا تسجيل موسم فلاحي جيد, مسجلا أن عمليات الرصد والتتبع أظهرت أن عروض الشغل التي أصبحت مطروحة في السنوات الاخيرة صارت تتسم أكثر فأكثر بالكفاءات المهنية. وأضاف أن هذا المعطى ساهم في خلق سياق جديد ووضع محددات جديدة للكفاءات المطلوبة حاليا ومستقبلا تستدعي اتخاذ تدابير مواكبة لهذه التحولات من أجل وضع وكذا تحسين وتيرة برامج الادماج المهني للشباب في سوق الشغل. وقال ان الوزارة وجهت جهودها خلال السنتين الاخيرتين إلى اتخاذ مجموعة من التدابير والاصلاحات استهدفت تبني مقاربة جديدة في تدبير القطاع ووضع المخطط الاستعجالي للفترة2008 -2012 في مجال التكوين المهني ودعم هياكل وأدوار الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات واعطاء انطلاقة جديدة لبرنامج «مقاولتي» وتتبع برنامجي « تأهيل» و»إدماج» من حيث الأداء والمردودية. من جهته قدم المدير العام ل»المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل» نوفل الفاسي الفهري لمحة عن المؤسسة التي تروم النهوض بالتشغيل عبر تكوين يتلاءم مع حاجيات المقاولة, موضحا أن برنامج «وورك بليس ساكسيس» تمت ملاءمته مع الواقع المغربي. وجاء في ورقة تقديمية أن البرنامج يقترح برامج للتكوين في مختلف الميادين لتمكين المرشحين من الاستئناس بالوسط المهني مع تمكينهم من تطوير خبرتهم. وتعد «المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل» منظمة غير حكومة لا تهدف إلى تحقيق الربح, تتمثل مهمتها في تطوير شراكات بين القطاعين العام والخاص لتفعيل برامج للتكوين-التشغيل تساهم في تحسين كفاءات الشباب, مع تلبية حاجيات المقاولات. ولجأت جمعية دار وزان, التي بني مقرها بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأشرف على تدشينها جلالة الملك محمد السادس, إلى المؤسسة لتكوين هذا الفوج الأول الذي يضم24 شابا من الباحثين عن منصب شغل, أدمج82 في المائة منهم في مقاولات. وبعد النجاح الذي حققه هذا الفوج الأول, ستستفيد مجموعة أخرى من30 شابا من المدينة من التكوين نفسه. ومن أجل تقديم المزيد من المساعدة للشباب وقعت (دار وزان) بالمناسبة اتفاقية مع المدير العام للوكالة الوطنية لانعاش التغشيل والكفاءات حفيظ كمال لخلق فضاء بوزان سيمكن شباب المدينة, على الخصوص, من التعرف عن بعد على جميع عروض التشغيل على صعيد التراب الوطني.