ذكر مسؤولون في الحكومة الأميركية وأجهزة الاستخبارات الدولية، أن استخدام أساليب «محسنة» في تجنيد جواسيس وزرعهم داخل شبكة تنظيم القاعدة, والاعتماد المتزايد على توجيه ضربات جوية لأهداف منتقاة, وتعاون الحكومات، كلها عوامل ساهمت إلى حد كبير في الحد من فاعلية التنظيم. ويعتبر زرع جواسيس داخل القاعدة، واختراق التنظيمات الأخرى التابعة له، السلاح الأمضى الجديد في ترسانة الأسلحة الغربية، وأحد الأهداف المنشودة، على حد تعبير صحيفة« واشنطن بوست» الأميركية. ونقلت الصحيفة عن ريتشارد باريت ذمدير مجموعة رصد القاعدة وحركة طالبان بالأمم المتحدة- قوله إن المصادر البشرية بدأت تحقق نتائج. وأكد مسؤولون كبار حاليون وسابقون ذرفضوا الكشف عن هوياتهم- ما أطلق عليه مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) اختراق تنظيم القاعدة. وعزا أحد كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية النجاح إلى ما وصفه بالقدرات الاستخباراتية «الجيدة للغاية في المقام الأول» في التعرف على الأفراد الذين يشكلون جزءا من تنظيم القاعدة، وتحديد أماكن وجودهم. وأشار مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب إلى أن التحسن، الذي طرأ على الجهود المشتركة هذه، أسفر عن قتل العشرات من كبار الشخصيات في التنظيم والمجموعات المتحالفة معه في باكستان ومناطق أخرى طوال عام مضى, معظمهم عام 2009. ووصف مسؤولون زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومعاونيه ; بأنهم «معزولون وغير قادرين على تنسيق هجمات لافتة للنظر». وقد باتت المزاعم الأخيرة بتحقيق نجاح ضد القاعدة جزءا من النقاشات الدائرة في أروقة البيت الأبيض بخصوص الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان، وتحديدا بشأن طلب الجنرال ستانلي ماكريستال ذقائد القوات الأميركية وقوات حلف الناتو هناك- تعزيز حملة مكافحة الإرهاب بمزيد من الجنود الأميركيين. وبدأت حوارات جادة في هذا الصدد بلقاء كبار مسؤولي الأمن القومي والجيش بالرئيس باراك أوباما. وقد برر أولئك المسؤولون في الإدارة, ممن اقترحوا تقليص حجم وجود القوات الأميركية المقاتلة في أفغانستان, وجهة نظرهم بالتحسن الذي طرأ على جهود مكافحة الإرهاب، باعتباره دليلا على أن هدف أوباما الرئيسي ذوهو القضاء على القاعدة- يمكن تحقيقه دون زيادة القوات.