دق جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس ناقوس الخطر تنبيها للرأي العام الدولي الى الأوضاع الخطيرة التي تعيشها مدينة القدسالمحتلة من جراء تمادي سلطات الاحتلال الاسرائيلي في ممارسة سياسة القمع والعدوان ضد المواطنين الفلسطينيين، سواء في المدينة المقدسة، أو في باقي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأدان جلالته بقوة الانتهاكات المبيتة المستفزة لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، على إثر ما تعرض له الحرم القدسي على أيدي طائفة من المتطرفين اليهود التي مارست اعتداءات مع جنود الاحتلال الاسرائيلي ضد مجموعة من المواطنين الفلسطينيين. عند اقتحام باحات المسجد الأقصى، خاصة باب المغاربة. إن هذا العدوان على القدس بهذا القدر من التحدي للضمير الاسلامي، بل للضمير الإنساني بصورة عامة، لايمكن أن يستوقفنا ويدعو الى فتح ملف القدس في هذه المرحلة الدقيقة التي تجتازها القضية الفلسطينية، حيث تتجاهل اسرائيل الشرعية الدولية، وتنتهك القانون الدولي، وتضرب عرض الحائط بخريطة الطريق التي تمثل إرادة المجتمع الدولي، وترتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في عموم فلسطين، وليس فحسب في قطاع غزةوالقدس. لقد وضع جلالة الملك المجتمع الدولي أمام مسؤوليته تجاه القدسالمحتلة التي تتعرض لعملية مسخ ممنهج لهويتها، واغتصاب لخصوصياتها، وطمس لمعالمها، وانتهاك لحرمة المقدسات الاسلامية ، وفي مقدمتها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين. إن القدس باعتبارها مدينة محتلة استناداً إلى القانون الدولي، خاصة اتفاقيات جنيف سنة 1949 تتعرض اليوم للأعمال غير المشروعة والأحادية الجانب، لتغيير الوضع القانوني والديمغرافي الذي كانت عليه قبل الاحتلال الإسرائيلي لها سنة 1967. إن هذا التحرك المسؤول والمنضبط الذي قام به المغرب لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته إزاء الأوضاع الخطيرة التي تعيشها القدسالمحتلة، جاء في الوقت المناسب ليؤكد من جديد أن جلالة الملك رئيس لجنة القدس ينهض بالمسؤولية التي حمَّله إياها العالم الإسلامي ممثلا في مؤتمر القمة الاسلامي بما يلزم من الأمانة والجدية والوفاء للقضية المقدسة. بيد أن الأمر يحتاج إلى تحرك عربي وإسلامي يواكب تحرك جلالة الملك ويعززه ويسانده حتى يكون العالم الاسلامي على قلب رجل واحد، في هذه الظروف الدقيقة التي تمر منها مدينة القدس. إن القدس التي هي أمانة في أعناق المسلمين جميعا، تستصرخ اليوم الضمير الإنساني لينتفض ضد الانتهاكات العدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.