ترأس جلالة الملك محمد السادس يوم الخميس بالديوان الملكي بالرباط جلسة عمل خصصت لموضوع البيئة. واكد جلالته أهمية الحفاظ على البيئة وما يرتبط بها من تحديات تسائل كافة الأمم, وترهن مستقبل البشرية جمعاء ليعطي تعليماته للحكومة لتنكب, في أسرع الآجال على وضع ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة وفق ما تم الإعلان عنه في خطاب العرش لسنة2009 , «ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها ومحمياتها ومواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة», وكذا صيانة التراث الثقافي باعتبار البيئة «رصيدا مشتركا للأمة ومسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة والمقبلة». وأعطى جلالته كذلك تعليماته السامية لتفعيل الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب في مجال الطاقة والهادفة إلى تطوير الطاقات المتجددة حيث ستمكنه من خلال تنويع موارده من المساهمة, بشكل فعال في المحافظة على البيئة وأن تندرج التنمية الصناعية والإنعاش السياحي في إطار التنمية المستدامة. كما ينبغي أن تستجيب المشاريع المنجزة والمستقبلية, لدفتر تحملات مضبوط, يجسد إرادة المغرب في الانخراط في سياسة تدريجية, توفق بين مقتضيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة. وفي هذا الصدد, ذكر جلالته بتعليماته السامية, التي أصدرها خلال جلسة العمل المنعقدة بمدينة مراكش, في الخامس من نونبر2008 , والمتعلقة بالاستعمال العقلاني للموارد المائية, مؤكدا على ضرورة انخراط المغرب في مسلسل إعادة استخدام المياه العادمة, على الصعيد الترابي, وكذا من طرف كبار الفاعلين الصناعيين والسياحيين. كما أهاب جلالته بجميع أعضاء الحكومة, كل في مجال اختصاصه, لينخرطوا في هذه الدينامية التي تقتضي توعية السكان وإشراك كل الفاعلين, لترسيخها بشكل دائم، مبرزا ان المغرب باعتباره بلدا رائدا في مجال البيئة, على صعيد القارة الإفريقية والعالم العربي, مطالب بالمحافظة على مكتسباته, وتطوير قدراته, من خلال النهوض بالمفاهيم والأفكار التي طورها, وتقاسم خبرته في هذا المجال, مع البلدان الشقيقة والصديقة, خاصة الدول الإفريقية.