قالت صحيفة «واشنطن بوست »الأميركية إن هجمات الحادي عشر من شتنبر 2001 التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة ، لم تزل مرتبطة بذاكرة الأميركيين ، وإنها تشكل المرجع المعنوي للكثير من القرارات السياسية في البلاد. وأضافت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ألقى كلمة بالمناسبة في مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بحضور أهالي وذوي الضحايا الذين قضوا بالكارثة قبل ثماني سنوات، وصرح بأنه "لا مرور الوقت ولا السماء المظلمة ، يمكنها أن تكتم أو تنسينا معنى هذه اللحظة". ومضت «واشنطن بوست »إلى القول أن إدارة الرئيس السابق جورج بوش اتخذت الإجراءات المناسبة للحيلولة دون تعرض البلاد لهجمات أخرى مشابهة، وأن أوباما تأثر بالأحداث واتخذها مرجعا لقراراته، خاصة ما يتعلق منها بالأمن القومي للولايات المتحدة. وأضافت أنه سبق لأوباما أن كتب وألقى خطابات في أوقات متعددة بشأن ما سمته بالكارثة، وأنه كان يأخد هجمات شتنبر في الحسبان عندما يتحدث عن الحروب الأميركية في الخارج أو عن سياسات البلاد المتعلقة بالاعتقال والاستجواب والتنظيمات "الإرهابية". وحي الكارثة وأوضحت الصحيفة أن القرارات والخطوات التي اتخذها أوباما ، مثل منع تعذيب المعتقلين أثناء الاستجواب ، أو إغلاق سجن غوانتانامو العسكري ، أو مخاطبة العالم الإسلامي مباشرة من إحدى عواصم الدول العربية (القاهرة)، كلها كانت مستوحاة من ذلك الصباح ، يوم 11 شتنبر والكارثة التي تلت ذلك. وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ومكافحة "الإرهاب" ، جون برينان ، إن ما تركته الأحداث من تداعيات على البلاد، تركت أثرها في تشكيل أوباما لسياساته وعلى كيفية نظرته إلى العالم الخارجي. وكان بيرنان يحظر اجتماعا صباحيا في مقر قيادة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، عندما طرق أحد المساعدين الباب وأخبر المجتمعين بأن طائرة هاجمت أحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. ويضيف بيرنان أن أوباما ينتابه القلق يوميا خشية حدوث هجمات جديدة أخرى ، مثل تلك التي هزت البلاد قبل ثماني سنوات، وإن الرئيس الأميركي لا يريد من أبناء شعبه أن ينسوا تلك الكارثة ، أو أن ينسوا بأن طبيعة تنظيم القاعدة لا تتغير بتغير رئيس البلاد.