فوجئ الرأي العام بالجهة الشرقية بإعلان غلق يوم الأربعاء الماضي في مدخل القنصلية الاسبانية بالناظور يخبر بإغلاق مقر القنصلية «لنقص في الموارد البشرية» ومن الواضح أن السلطات الإسبانية الوصية تحاشت الإعلان عن الأسباب الحقيقية التي دفعتها الى اتخاذ هذا القرار، وهي تدرك قبل غيرها أن التبرير الذي أعلنته لم يكن مقنعا حتى بالنسبة إليها. «العلم» تحرت في هذا القرار واستجمعت عدة معطيات تضعه في سياقه الصحيح والحقيقي، ذلك أن إقليمالناظور المحاذي لمنطقة مليلية المحتلة عرف حالة غليان في مواجهة الاستفزازات الاسبانية الكثيرة جدا، والتي عرفت أوجها خلال الزيارة الاستفزازية التي كان العاهل الاسباني قد قام بها لمدينة مليلية المحتلة، وعرفت نقاط عبور كثيرة جدا، احتجاجات متصاعدة، وبعد ذلك ارتأت السلطات الاستعمارية في مليلية تغيير ممر بني انصار بما يمكنها من ضبط أنفاس العابرين، واستمرت التفاعلات الى أن ألقت السلطات الاسبانية القبض على البرلماني المغربي يحيى يحيى قبل أن تضطر لإخلاء سبيله تحت الضغط المغربي. وأفادت مصادر عليمة أن السلطات الاسبانية الوصية تخوفت من تصعيد في الحركات الاحتجاجية ضد مصالحها القنصلية بالناظور خصوصا وأن فعاليات مدنية مغربية كانت قد نظمت و قفات احتجاجية أمام مقر القنصلية، وذهبت هذه المصادر حد التخوف من القيام بأعمال انتقامية ضدها، وهذا ما ربما قد كان موضوع اتصالات اسبانية مغربية، والذي توج باتخاذ السلطات المغربية قراراً استعجاليا قضى بتعزيز الاجراءات والتعزيزات الأمنية أمام هذه القنصلية. وثمة معطى آخر يفسر القرار الاسباني، إذ أن الغالبية الساحقة من الاسبان العاملين في القنصلية الاسبانية بمدينة الناظور يقطنون داخل مدينة مليلية المحتلة ويتنقلون يوميا عبر المعابر الحدودية، وهو تصرف يمثل استفزازا يوميا للمواطنين المغاربة. على كل، أغلقت اسبانيا قنصليتها بمدينة الناظور والمغاربة لا يمكن أن يقتنعوا لحظة واحدة بأن السبب هو النقص في الموظفين، وإلا لاضطرت الحكومة الاسبانية لإغلاق جميع بعثاتها الديبلوماسية في المغرب خصوصا قنصليتها في الرباط حيث توجد قلة قليلة جدا من العاملين يلاحظ أنها تكون عاجزة باستمرار على التعامل مع الوافدين عليها: ويفهم المغاربة أن هذا السلوك