أعطى جلالة الملك محمد السادس يوم الأربعاء بمدرسة الجبل الأخضر بمراكش, الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الجديد2010 2009 , وكذا انطلاقة «»المبادرة الملكية مليون حقيبة»» والتي سيستفيد منها هذه السنة أزيد من ثلاثة ملايين تلميذ. وبهذه المناسبة, اطلع جلالة الملك على ظروف انطلاقة الموسم الدراسي الجديد والذي يتخذ كشعار له هذه السنة جميعا من أجل مدرسة النجاح, حيث قدمت لجلالته معطيات معززة بالأرقام حول تطور الأعداد الإجمالية للتلاميذ بالمؤسسات التعليمية. أما المبادرة الملكية مليون محفظة التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها الرسمية اليوم الأربعاء, فتهم توسيع قاعدة التلاميذ المستفيدين من هذه المبادرة, لتصل إلى3 ملايين و677 ألف و34 مستفيدا بتعبئة غلاف مالي يناهز437 مليون درهم. وتهدف هذه العملية , التي أعلن عنها جلالته في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الملك والشعب, إلى التقليص من ظاهرة الهدر المدرسي وإعطاء دفعة قوية لتعميم وإلزامية التعليم وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص وتحسين جودة التعليم ودعم الأسر المعوزة. وعشية نفس اليوم ترأس أمير جلالة الملك محمد السادس, مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل بالقصر الملكي بمراكش, درسا جديدا من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية. وألقى هذا الدرس الاستاذ قطب الريسوني من جامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة وتناول فيه بالدرس موضوع أخلاق المحافظة على البيئة في الإسلام انطلاقا من قوله تعالى «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون». واستهل الأستاذ الريسوني هذا الدرس بتبيان مزايا الحفاظ على البيئة ومساوئ إفسادها بالتلويث والاستنزاف مذكرا بأن للإسلام موقفا في هذا الشأن وهو المحيط بكل شادة وفادة. وبخصوص التصور الإسلامي للبيئة أبرز أن الله عز وجل صنع هذه البيئة وجعل الاستقرار في أحضانها قدرا موضحا أن الطبيعة تصطبغ بثلاث سمات أولاها وظيفية حيث البيئة تسخر في تلبية مصالح الإنسان وقضاء حوائجه وثانيها سمة تفاعلية بحيث توجد عناصر البيئة في تكامل موصول غير مقطوع. والسمة الثالثة هي السمة الجمالية وتستوفي غرض الترويح والترفيه عن الإنسان ذلك أن الراحة النفسية مطلب شرعي. وبعد أن أشار إلى ما حبا به الله تعالى المغرب من طبيعة وتربة معطاء وبيئة جوادة بين أن الله عز وجل خلق عناصر البيئة بمقادير معلومة على نحو يوطئ للناس أكناف الحياة. وقال إن حقيقة الاتزان البيئي تتجلى في قوله تعالى إن كل شيء خلقناه بقدر. ولدى حديثه عن البيئة والمقصد الاستخلافي في القرآن الكريم قال إن من عناصر الاستخلاف تعمير الكون, وعمارة الأرض تتأتى بالغرس والتشجير والتخضير ومن قام بذلك فهو جدير بلقب الخليفة. وأضاف الأستاذ قطب الريسوني أن الحضارة المادية صارت مصيرا مشتركا للبشر جميعا مبينا أن دور المسلمين يتمثل في تصحيح مسار هذه الحضارة دون معاداتها معاداة النقيض. وفي سياق كلامه عن هدي السنة النبوية في المحافظة على البيئة أبرز أن هناك ثلاث توجيهات نبوية للمحافظة على البيئة هي الحفاظ على الثروة المائية من التلويث والضياع والإفساد والحفاظ على النوع النباتي ورعايته وصونه من العبث ثم الحفاظ على الجنس الحيواني وصونه من الانقراض والفناء وذلك أن الله تعالى لم يخلق كل جنس حيواني إلا لحكمة إلهية. أما في ما يتعلق بالقواعد الفقهية وأثرها في ترسيخ الحفاظ على البيئة أشار الأستاذ الريسوني إلى عدد من هذه القواعد منها أن الضرر يزال مبينا أنها قاعدة نبراس لاجتثاث المفاسد, فلا تمييز هنا بين ضرر مقصود وضرر غير مقصود. والقاعدة الفقهية الثانية - يضيف السيد الريسوني- هي أن الضرر لا يزال بالضرر مشيرا على سبيل المثال في هذا الصدد إلى أن التخلص من المواد المشعة ضرورة لا غنى عنها لكنه يجب أن يتم بطريقة آمنة. أما القاعدة الثالثة فهي اختيار أخف الضررين والرابعة هي تحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام والخامسة درء المفاسد أولى من جلب المصالح والسادسة تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة بحيث إن كل تصرف جاء على خلاف ما يراد به مصلحة فهو باطل.