أعطى الملك محمد السادس, الأربعاء بمدرسة الجبل الأخضر بمراكش, الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي الجديد 2009 2010, وكذا انطلاقة "المبادرة الملكية مليون حقيبة" والتي سيستفيد منها هذه السنة أزيد من ثلاثة ملايين تلميذ. وبهذه المناسبة, اطلع الملك على ظروف انطلاقة الموسم الدراسي الجديد والذي يتخذ كشعار له هذه السنة "جميعا من أجل مدرسة النجاح", حيث قدمت لجلالته معطيات معززة بالأرقام حول تطور الأعداد الإجمالية للتلاميذ بالمؤسسات التعليمية. وهكذا بلغ عدد التلاميذ المسجلين برسم الموسم الحالي بمختلف مؤسسات التعليم المدرسي ستة ملايين و445 ألف و847 تلميذا وتلميذة, من بينهم مليونان و593 ألف و600 مسجلا بالوسط القروي (أي بنسبة أربعين بالمائة), فيما بلغ عدد التلاميذ المسجلين في القطاع الخاص 510 ألفا و582 وهو ما يمثل نسبة ثمانية بالمائة من العدد الإجمالي للتلاميذ. ويتوزع عدد الممدرسين بحسب المستويات التعليمية, ما بين أربعة ملايين و27 ألفا و676 مسجلا بالتعليم الابتدائي, ومليون و552 ألفا و377 بالتعليم الثانوي الإعدادي و865 ألفا و794 ممدرسا بالتعليم الثانوي التأهيلي. ومن جهتها, تعززت خارطة بنيات الاستقبال بإحداث 265 مؤسسة جديدة, ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمؤسسات التعليمية إلى 9662 مؤسسة, من بينها 7163 مؤسسة ابتدائية و1668 مؤسسة ثانوية اعدادية و831 مؤسسة ثانوية تأهيلية. وسيسهر على ضمان التكوين والتأطير البيداغوجيين للتلاميذ المسجلين, طاقم تربوي يضم 223 ألفا و327 إطارا يتوزعون ما بين التعليم الابتدائي (127 ألف و592 إطارا) والتعليم الثانوي الإعدادي (56 ألفا و815 مؤطرا) والتعليم الثانوي التأهيلي (38 ألفا و920 إطارا). ويتميز الموسم الدراسي الجديد, بكونه يشكل سنة الشروع في تطبيق مقتضيات البرنامج الاستعجالي (2009-2012) الذي وضع من أجل تصحيح وتدارك ما اعترى تطبيق مشروع إصلاح منظومة التربية والتكوين من اختلالات, وإعادة تنظيم الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية والرقي بالأداء التربوي والتدبيري للمؤسسات. وسيعرف الدخول المدرسي الجديد 2009 2010 الشروع في برنامج طموح لتوسيع العرض التربوي وتأهيل المؤسسات التعليمية في أفق الرفع من جودة المنظومة التربوية, وذلك انسجاما مع ما تم تسطيره في إطار البرنامج الاستعجالي والذي يتضمن إحداث 1100 مؤسسة تعليمية منها 624 بالوسط القروي (بنسبة 57 بالمائة), إلى جانب تشييد 327 داخلية جديدة في وقت تمت فيه برمجة عمليات توسعة 385 داخلية أخرى. كما تشمل عمليات توسيع المؤسسات التعليمية خلال هذا الموسم إضافة 2343 حجرة دراسية جديدة منها 1022 بالوسط القروي. أما فيما يتعلق بتأهيل المؤسسات, فقد تم تسطير برنامج يرمي إلى تأهيل 3176 مؤسسة خلال الموسم الدراسي 2009 2010 من بين 18626 مؤسسة تمت برمجتها. كما قدمت لجلالة الملك بهذه المناسبة شروحات حول مختلف البرامج والمشاريع التي تم تسطيرها على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز في إطار البرنامج الاستعجالي سعيا إلى إحكام تأطير المؤسسات التعليمية والتحسين المستمر لأدائها, وضمانا لإرساء آليات تحسين جودة التحصيل الدراسي والأداء التربوي وتتوزع هذه البرامج على ثلاثة أقطاب يهم الأول الارتقاء بالمؤشرات التربوية ومجالات الدعم الاجتماعي من خلال توفير الدعم النفسي والفردي للمتمدرسين وضمان حياة مدرسية ملائمة واعتماد أساليب بيداغوجية حديثة إلى جانب تقوية جانب الدعم الاجتماعي والشراكات, فيما يهم القطب الثاني الارتقاء بمجالات الموارد البشرية ولاسيما عبر توفير التكوين المستمر للأطر التربوية وتمكين رجال التعليم في المناطق القروية من سكن وظيفي. ويتمحور القطب الثالث حول الارتقاء بمؤشرات التمدرس على مستوى الجهة, ويتضمن بالخصوص إنجاز مشاريع تروم إحداث 328 حجرة منها 68 حجرة لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبناء خمسة عشرة مدرسة جماعاتية, وإضافة ستة عشرة مدرسة للتعليم الابتدائي وستون إعدادية واثنان وثلاثون مؤسسة ثانوية فضلا عن 67 داخلية. كما يشمل توسيع المؤسسات التعليمية بإضافة 311 حجرة وبناء 370 ملعبا رياضيا وتوفير أربعين حافلة في إطار النقل المدرسي وستة وثلاثين سيارة. أما المبادرة الملكية "مليون محفظة", التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها الرسمية اليوم الأربعاء, فتهم توسيع قاعدة التلاميذ المستفيدين من هذه المبادرة, لتصل إلى 3 ملايين و677 ألف و34 مستفيدا بتعبئة غلاف مالي يناهز 437 مليون درهم. وتهدف هذه العملية , التي أعلن عنها جلالته في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الملك والشعب, إلى التقليص من ظاهرة الهدر المدرسي وإعطاء دفعة قوية لتعميم وإلزامية التعليم وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص وتحسين جودة التعليم ودعم الأسر المعوزة. وتشمل هذه العملية توفير طقم مدرسي كامل يتضمن محفظة تضم الأدوات المدرسية الأساسية, والكتب المدرسية المقررة لفائدة كل التلاميذ المسجلين بالسنة الأولى من التعليم الإبتدائي بالمؤسسات التعليمية العمومية. كما سيتم توفير الكتب المقررة والأدوات المدرسية الأساسية للتلاميذ المسجلين من السنة الثانية للتعليم الابتدائي إلى السنة الأولى من التعليم الإعدادي بالمؤسسات التعليمية العمومية في المناطق القروية, فضلا عن توفير الكتب المقررة للتلاميذ المسجلين من السنة الثانية للتعليم الابتدائي إلى السنة السادسة ابتدائي بالمؤسسات التعليمية العمومية في المناطق الحضرية. وعلى مستوى العمالات والأقاليم الخمس المشكلة لجهة مراكش تانسيفت الحوز, تستهدف المبادرة نحو452 ألف تلميذا وتلميذة, بغلاف مالي يفوق خمسة وخمسين مليون درهم. وتعد هذه المبادرة جزءا من مكونات استراتيجية الدعم الاجتماعي للمتمدرسين وأسرهم والتي تشمل أيضا برنامج التوسيع الكمي والتحسين النوعي لخدمات المطاعم المدرسية والداخليات , والذي يتضمن الرفع ىمن قيمة المنحة الدراسية المخصصة للتلاميذ الداخليين من 700 درهم للتلميذ إلى 1260 درهم للتلميذ عن كل ثلاثة أشهر, بالاضافة إلى برناجم تحسين خدمات النقل المدرسي حيث تم رصد مبلغ 55 مليون درهم لتعزيز أسطول النقل المدرسي وخاصة في الوسط القروي. أما بالنسبة "لبرنامج تيسير" فسيشهد هذه السنة نقلة نوعية هامة حيث تم رصد أزيد من 220 مليون درهم لتوفير مساعدات مباشرة لفائدة 162 ألف أسرة لضمان تمدرس 280 ألف تلميذ في الجماعات والمناطق الأكثر هشاشة .كما تشمل هذه الاستراتيجية التجربة النموذجية لتوفير اللباس المدرسي الموحد التي سيستفيد منها 450 ألف تلميذ من التعليم الابتدائي بتمويل يصل إلى 100 مليون درهم ..