يتزامن الدخول المدرسي بجهة فاس-بولمان لهذا الموسم مع دخول مرحلة من الإصلاحات جاءت تفعيلا لروح البرنامج الوطني الاستعجالي للتربية (2009 2012- ). ولتفعيل هذا البرنامج, وضعت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين خارطة طريق جعلت من أولوياتها تسريع وتيرة الإصلاحات وتدارك التأخير المسجل في مجال إنجاز بعض الأوراش. وسيتم خلال هذا الموسم رصد غلاف مالي تفوق قيمته287 مليون درهم ستخصص لمشاريع تندرج في إطار البرنامج الاستعجالي للأكاديمية برسم ميزانيتها لسنة2009 . وقد تم تحديد ثلاثة محاور ذات أولوية تتمثل في ضمان التمدرس الإجباري إلى غاية سن15 سنة (67 ر203 مليون درهم), وتشجيع المبادرة والاستحقاق في سلك الثانوي التأهيلي (23 ر51 مليون درهم), ومعالجة القضايا البيداغوجية الاستعجالية (28 ر32 مليون درهم). وبالنظر لتنوع وتعقد بعض الأوراش المفتوحة مسبقا أو التي تنتظر الإطلاق, فإن برنامج الدخول المدرسي لهذه السنة سيكون مكثفا. ويتعين على كل فاعل في منظومة التعليم بهذه الجهة, التي يصل فيها عدد المتمدرسين إلى360 ألف تلميذ, أن يساهم في بناء مدرسة الجودة من خلال المبادرة والتضحية. وهكذا, سيتعلق الأمر منذ هذه السنة, على الخصوص, بتوسيع العرض التربوي ومحاربة الهدر المدرسي وإدماج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التعليم والنهوض بظروف التمدرس وتأهيل العرض البيداغوجي ودعم آليات التأطير وإقامة نظام حقيقي للتوجيه. وبموازاة مع هذه الأوراش, تعمل الجهة على تجميع عناصر إنجاح الإصلاح؛ لا سيما عبر تأهيل المؤسسات التعليمية بالجهة, كما تؤشر على ذلك الاستثمارات المهمة المتوقعة لجعل المدرسة فضاء رحبا للتربية والتعليم والنهوض بشخصية التلميذ. وبفضل مختلف الشركاء المحليين المهتمين بجودة التعليم في العاصمة الروحية للمملكة, رأت جمعية مدرسة الأمل النور في مبادرة نموذجية على المستوى الوطني. وستتولى هذه الجمعية تأمين تجهيز وإعادة تأهيل عشرات المؤسسات التعليمية بجهة فاس-بولمان. وبفضل شراكة واضحة ومحددة الأهداف بين عمالة فاس والجماعة الحضرية واللجنة الجهوية للتنمية البشرية والمستثمرين والمسؤولين المحليين بقطاع التعليم وجمعيات أولياء التلاميذ, ستظهر نتائج هذا المشروع منذ الدخول المدرسي الحالي. ومن شأن مدينة فاس والجهة بأكملها, من خلال توفير وسائل إنجاح الأوراش المتنوعة لإصلاح قطاع حيوي ومعقد في نفس الوقت كقطاع التعليم, أن تتطلع للاضطلاع بدورها بشكل كامل كفضاء معرفي راق ومشتل فكري حقيقي.