مع ارتفاع الأسعار ، تحرص كل زوجة وأم على أن تكون اقتصادية قدر المستطاع وتشرك زوجها أحياناً فى تدبير الشهر حتى يمر بسلام في مع العزومات دون أن تنسف الميزانية المحددة للشهر الكريم ، وخاصة أن المدارس على الأبواب. ويعرف الخبراء الميزانية بأنها عبارة عن كفتي ميزان أحدهما للموارد والأخري للاحتياجات, ومن هنا تستطيع حواء أن تعرف الفائض وتستطيع تحديد هدفها والتخطيط له وتنفيذه ثم تجري عملية التقييم خطوة بخطوة. ولكن ما نجده لدى بعض الأسر من إسراف وتبذير خلال هذا الشهر ينسف أي ميزانية ، بل أن هذا ينافي ما يهدف إليه الشهر من معاني روحانية سامية يقول عز وجل: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا}.. وكان رسولنا الكريم يتقوّت بلقيمات قليلة، ولو كان جائعًا ّ! كما ربى أصحابه رضوان الله عليهم على القناعة في الطعام يوم قال لهم: «طعام الواحد يكفي لاثنين، وطعام الاثنين يكفي لأربعة، وطعام الأربعة يكفي ثمانية « رواه مسلم، وعلاج الإسراف في الطعام يكون بالإيمان الصادق والحزم مع النفس والإرادة القوية، وما أصدق ما يكون هذا هو حال المسلم في شهر رمضان. وهنا ينصح خبراء التدبير المنزلي بالقيام بعدة خطوات احترازية حتى لا تتضاعف الاحتياجات بل توفير لجزء منها وذلك عن طريق حسن إدارة ميزانية المنزل في شهر رمضان من خلال التعرف علي الاحتياجات المطلوبة وتصنيفها إلي «ثابتة» كالإيجار ومصاريف المدارس الفترة القادمة ومصاريف الطواريء ، واحتياجات «متغيرة» والعمل علي توافقها للدخل المتاح فالأسر تستهلك في رمضان 3 أضعاف ما تستهلكه في الأيام العادية. ولدي كثير منا خطأ الاعتقاد بأن شهر رمضان المبارك شهراً استهلاكياً , ولكن الأنسب لكل أسرة أن تقوم بتغطية نفقاتها بما يتناسب مع إمكانياتها الاقتصادية أثناء إعداد الوجبات بمختلف أنواعها , فيمكن لربة المنزل صناعة عدة أصناف متنوعة من صنف واحد مع الحرص بالاعتدال , وكل ما تحتاجه فقط هو حسن التخطيط وفهم الدخل والاحتياجات والبدائل والتقييم والمراجعة ومشاركة أفراد الأسرة في اختيار الأصناف وخصوصا الأطفال حتى لا نشعرهم بعدم القدرة علي توفير ما يحتاجون إليه وتبرير ذلك بالتوفير وإعطاء الأولويات حتي لا يؤثر علي نفسيتهم وأنهم أقل من ذويهم. وكما تحرصين على توفير جزء من ميزانيتك ، عليكِ استغلال وقتك استغلالاً أمثل للتفرغ إلى العبادة ، وانتهاز شهر الرحمة والمغفرة للتقرب إلى الله عز وجل ، وهي فرصة جيدة لتقوية نفسك على الصبر، والإمساك عن فلتات اللسان، والإكثار من العبادات، كصلاة التراويح، وقراءة القرآن وإكرام زوجك وصلة رحمك . ولعل المطبخ هو أهم العوامل التي تؤدي إلى إهدار الوقت بشكل ملحوظ ، ولذلك نقدم لكِ بعض التحضيرات التى تعينك على توفير وقتك فى المطبخ وخاصة فى العزومات وذلك عن طريق تحضير بعض الأغذية وتحضيرها وحفظها بالتجميد حتى يمكن تحضير العزومة في أقل وقت ممكن في هذا الشهر الكريم والتفرغ للعبادة.وإليك بعض النصائح: _ جمدى الكمية المناسبة ليوم واحد لأن إعادة التفريز يمكن أن يفسد الطعام. _ جمدى أعداد متساوية من الأشياء التي تعد بالحبة، مثلا تفريز 10 حبات في الكيس ليسهل استخدام الكميات بحسب الحاجة. _ يجب وضع ورقة لاصقة على كل كيس فيه اسم الصنف وتاريخ تفريزه . _ عند تفريز المعجنات والفطائر والسمبوسك والكبة والقطائف والدوناتس ....إلخ، توضع على صينية واسعة مرشوشة دقيق في الفريزر حتى تجمد، بعد ذلك ترتب الأكياس حسب الرغبة بحيث لا تلتصق عند التجميد ويصعب فكها. واغتنمي وقت وجودك فى المطبخ وأثناء الطهي بالإكثار من التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والدعاء وإجابة المؤذن ، فليكن لسانك رطباً بذكر الله تعالى ، واغتنمي الأجر العظيم في كلمات يسيرة تنطقين بها ، فلك بكل تسبيحه صدقة ، وكل تحميده صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تهليله صدقة . أيضاً ابتعدي عن الزيارات غير المبررة، وتجنبي التجول في المحلات التجارية والأسواق علي سبيل تسلية الصيام?، أحفظي لسانك من النميمة وابتعدي عن المكالمات الهاتفية التي قد تجرك إلي هذا الأمر،? وتجنبي المشاحنات في الأسرة والعمل والشارع فهي وسيلة الضعفاء في كسر حدة الجوع والعطش? ،وتذكري أن رمضان فرصة لمراجعة النفس و محاسبتها وملاحظة تقصيرها? ، فاغتنميها?.?