يعتبر الشاعر لبشير أحداد من الوجوه الشابة في عالم الفن عامة وفي مجال قرض الشعر الأمازيغي خاصة، وقد تحقق له ذلك بعد سلسلة من المساجلات الشعرية المتميزة بميادين فن أحواش والتي برز فيها بشكل ملفت ابهر الجمهور المتذوق لشعر «تنظامت» ليصبح بذلك أحد أهم الفنانين الشعراء الشباب بجنوب وشرق الأطلس الصغير. وفي قرية» تمنارت « بجنوب المغرب سطع نجم هذا الشاعر الشاب كما سطعت نجوم العديد من الشخصيات البارزة في تاريخ المغرب من أمثال الفقيه الجليل عبد الله بن ياسين الجز ولي المؤسس الروحي لدولة المرابطين ، والمؤرخ التمنارتي صاحب كتاب « الفوائد الجمة...» وقد كانت هذه القرية مركزا هاما وعاصمة لحلف «تاكزولت» في القرن 17م و دفن بها الولي الصالح سيدي امحمد بن إبراهيم الشيخ ويقام بضريحه موسم سنوي كل صيف هذا الموسم الذي تجاوز صيته حدود الوطن ، و»تمنارت» لغة مفرد «أمنار» وهو ذاك النجم الساطع الذي يرشد السائرين ليلا . والشاعر لبشير أحداد كباقي أطفال بلدته العاشقين لرقصة أحواش ولنظم الشعر والتباري به في «اسايس» تحدى الظروف من اجل إيصال أشعاره وبصوته الجياش والمعبر إلى عموم جمهور وزوار موسم تمنارت السنوي والى اقرانه من الشباب الذين يستهويهم فن الشعر، فشق بذلك الطريق نحو الإبداع الملتزم في مجال الشعر الحواري المعروف ب»تنظامت» فغنى وأنشد مقاطع شعرية فأسر الأسماع والقلوب إليه . والشاعر البشير أحداد والمعرف في الساحة الفنية بالبشير آو الحبيب آو تمنارت ولد بقريته بدوار القصبة ايت حربيل في 20يناير 1977 ، درس بالكتاب وبالمدرسة العصرية المغربية حيث حصل على شهادة الباكلوريا التقنية تخصص الصناعة الميكانيكية ثم دبلوم تقني وولج بعد ذلك مجال التجارة ومنذ سنة 1995 دخل ميدان التباري الشعري بالميدان «اسايس»وقد حاول هذا الشاعر المثقف تحدي الاكراهات العديدة من اجل الإبداع ومن اجل احتضان الهوية الامازيغية في زمن العولمة . وقد تأثر الشاعر الشاب منذ نعومة أظافره بجهابذة فن أحواش وتنظامت الذين يحضرون بموسم «تمنارت» السنوي الذي يدوم حوالي أسبوع من الليالي الشعرية ، ناهيك عن المواسم القريبة، أمثال : يحيا وإجماع... وتتلمذ على يد شيخيه الشاعرين: المرحوم جكان والمحجوب اوتزونين ، ومن الشعراء الدين يحب هذا الشاب الاقتداء بهم في قرض الشعر الشاعران : الريس حجوب وطيب ( أديس) و أكرام مولاي الحسين . ومن أولى مقاطعه الشعرية التي جادت به قريحته الشعرية هذا البيت: اكول اوسغار نتكانت إسار اسا أمان : أقسمت أشجار الغابة على الارتواء من الماء اكالاس بوغابا أريحت نغان ارفان : فأقسم حارس الغابة على حبس الماء عنها حتى تجف وتيبس وقد تجول في الجنوب المغربي ناظما للشعر بكل مدينة وقرية فشارك في مواسم : تمنارت- ازربي-اكر سيف-امعشور (اسافن)- أسا-ايت وابلي- ....وفي مهرجان طاطا. وكباقي الشباب المثقف انضم إلى العمل الجمعوي والنقابي فعمل بالمجال التنموي بجمعية تامونت بقريته القصبة ايت حربيل تمنارت إقليم طاطا كما انضم إلى كل من جمعية ايماريرن ، وجمعية يمديازن ن الشرك ثم إلى نقابة الاتحاد الوطني للفنانين والنقابة الوطنية للموسيقيين بالصحراء . وفي حوار شيق بينه وبين أستاذه الشاعر المحجوب العباسي اوتزونين يقولان : البشير: اتلد داح يان اوزمز احما ف الخلايق اوضرنك مدن كدان كولو ح غراس اويلي دكزن ياكورن ايكان افوس المحجوب: ها بوطابلا ايماغ ايسوستووا اتاي يلي تاضفي كولو دار ويلي اس اسوتلن اوانا اور ايغين راكيس الن توالين البشير : نك يات كداح اهولن اراسنت الاح ناني طابلا تسكدا لكيسان اور نسين لكاس اخوان دوادا حتليت اياتاي المحجوب : هان اترسد لبراد اور كيس اخاصا يات انقام نطبلا ايبيكس اوكان لياقين اتليمت ازيادا شحوناس لكيسان وقد نظم مقاطعه الشعرية بصوته الفطري الجميل فتمكن من إيصال أفكاره إلى الجمهور بإبداعية متميزة تجعل المستمع يتذوق معاني الأبيات الشعرية وجمالية النبرة الصوتية، ويعد البشير أحداد من القلة القليلة من شعراء اسايس الذين يعملون جاهدين لاسترجاع ولو جزء من هبة فن أحواش بطقوسه الآيلة إلى التهميش . يبقى الشاعر لبشيراوتمنارت من الشعراء الشباب المثقفين والمبدعين الذين كافحوا من اجل تألق مواهبهم الفنية ، وقد تأتى له ذلك بفضل كده ومثابرته وتجاوزه لكثير من المعيقات والاكراهات الذاتية والموضوعية ، وبعبارات جد دقيقة انه الشاعر الإنسان الذي ساهم ويساهم في حماية القيم الإنسانية النبيلة والأذواق السليمة.