أنهى المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة مشاركته في الدورة 25 لكأس إفريقيا للأمم في ليبيا في المرتبة 12 من بين 16 منتخبا مشاركا، وهي مرتبة لا تشرف في شيء السلة الوطنية بالرغم من المشاركة التي اعتبرت مقبولة إلى غاية نهاية الدور الثاني، وبعدها ظهر المنتخب الوطني بمستوى غير لائق غاب معه الانضباط العام للفريق خاصة بعد أن غادر اللاعب محمد كمال حشاد المنتخب الوطني قبل إنهاء المهمة الوطنية، وهو تصرف لا يمكن أن نقبل به مهما كانت الأسباب، لأنه كان من المفروض عليه أن يواصل البطولة حتى نهايتها وليس في نصف الطريق، ثم هل كان سيغادر المنتخب الوطني لو أن الأخير كان مؤهلا للدور الثالث...؟ عموما فالبطولة الإفريقية انتهت بتتويج منتخب أنغولا باللقب للمرة العاشرة في تاريخه والسادسة على التوالي بعد أن فاز في دور نصف النهاية على منتخب تونس بفارق عشر نقاط ( 72 مقابل 62 ) ثم فاز في المباراة النهائية على منتخب كوت ديفوار بحصة 82 مقابل 72 بعد مباراة مشوقة لم تحسم نتيجتها إلا خلال الأربع دقائق الأخيرة بفضل خبرة ورباطة جأش لاعبي منتخب أنغولا الذين عرفوا وبرعاية تعليمات مدربهم كيف يحدون من مد الإيفواريين الذين أكدوا أن بلوغهم المباراة النهائية على حساب الكامرون ( 68 مقابل 61 ) لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة عمل مبني على أداء تكتيكي مضبوط ومنضبط وهو ما جعل العديد من المتتبعين يتكهنون بمستقبل أفضل وأقوى للمنتخب الإيفواري. أما بخصوص منتخب أنغولا فإن فوزه باللقب 25 أكد قوة هذا المنتخب وتجانس أداء لاعبيه خاصة وأنه الوحيد الذي لم يذق طعم الهزيمة خلال كل مراحل البطولة، كما أن فوزه كان بمثابة تحد كبير لترسانة اللاعبين المحترفين بأمريكا وأوروبا وغيرهما واللذين عجت بهم جل المنتخبات الإفريقية، ذلك أن منتخب أنغولا كان مكونا من اللاعبين الذين يمارسون حاليا في البطولة المحلية لأنغولا والمنتمين لفرق: بريميرو أغوسطو ( 5 لاعبين )، وبيترو أتلتيكو ( لاعبان اثنان )، وريكريا أبولو ( ثلاثة لاعبين )، والجمعية الرياضية لأنغولا ( لاعبان اثنان ). وبالتالي فإن فوز المنتخب الأنغولي باللقب يعتبر بمثابة ضربة لكل من يعتقد بأن الاعتماد على المحترفين هو مفتاح الفوز، بل على العكس من ذلك فإن مفتاح الفوز هو العمل من القاعدة وفي العمق لبلوغ الأهداف المتوخاة. أما المقعد الثالث عن هذه البطولة والمؤهل بدوره لكأس العالم والذي كان من نصيب المنتخب التونسي، بطل النسختين الأخيرتين للبطولة العربية للأمم، فقد ناله عن جدارة واستحقاق بعد أن تغلب في مباراة الترتيب على منتخب الكامرون بحصة 83 مقابل 68، وبذلك تكون مجهودات وتخطيطات الأشقاء التونسيين على مدى الخمس سنوات الأخيرة التي قضاها المنتخب مع المدرب عادل التلاتلي لم تذهب سدى، وسيكون لهم شرف تمثيل القارة السمراء في أكبر تجمع سلوي عالمي في تركيا صيف سنة 2010، والذي سيحضره منتخبان عربيان فقط هما تونس، ولبنان أو الأردن، من خلال مباراة الترتيب عن كأس آسيا للأمم التي جمعت بينهما يوم أمس الأحد فيما لعب المباراة النهائية منتخبا الصين وإيران، وهو حضور وتمثيل دون الطموحات العربية، خاصة وأن من بين 16 منتخبا إفريقيا شاركوا في النهائيات تم إقصاء منتخبات المغرب ومصر وليبيا، دون أن تشارك منتخبات الجزائر والسودان وموريتانيا، أما على الصعيد الآسيوي فقد فالحضور الأردني اللبناني كان جيدا في النهائيات التي تمت كذلك بمشاركة 16 منتخبا، وبنسبة أقل تم تسجيل الحضور القطري والإماراتي والكويتي، فيما غابت عن المراحل النهائية الآسيوية بعض المنتخبات العربية الهامة وفي مقدمتها السعودية وسوريا ثم سلطنة عمان واليمن والبحرين. وبذلك وفي ظل هذه النتائج العربية الغير مشجعة ضمن مشاركتنا القارية آسيويا وإفريقيا يجب مراجعة الذات للبحث عن سبل أفضل لتطوير منتوج كرة السلة العربية ليكون أفضل باب نطرق من خلاله أبواب مشاركاتنا القارية التي هي بوابتنا الرئيسية نحو العالمية. الترتيب النهائي للدورة 25 لبطولة إفريقيا للأمم: - 1 أنغولا - 2 كوت ديفوار - 3 تونس - 4 الكامرون - 5 نيجيريا - 6 إفريقيا الوسطى - 7 السنغال - 8 مالي - 9 رواندا - 10 مصر - 11 ليبيا - 12 المغرب - 13 الرأس الأخضر - 14 الموزمبيق - 15 إفريقيا الجنوبية - 16 الكونغو