تغرق شوارع الدارالبيضاء، خصوصا الهامشية منها التي تقع بالمقاطعات الجماعية لسيدي البرنوصي والحي الحسني وسيدي مومن وغيرها من المقاطعات الجماعية في الأزبال، نتيجة تفويت مجلس المدينة قطاع النظافة لفائدة الشركات الخاصة التي نصت عقودها على التزامات لم تف بها هذه الشركات، والتي يأتي في مقدمتها تنظيف يومي للشوارع عن طريق الكنس، وغسلها أسبوعيا بمواد منظفة وآليات خاصة، لتكون الشوارع أكثر نظافة، إضافة إلى الحد من الروائح الكريهة للنفايات... ولأجل تحقيق هذه الأهداف، قام مجلس المدينة بمنح آليات حدد ثمنها في 12 مليار درهم للشركات المذكورة، وتجنيد 400 عامل بمجموع أجور سنوية تبلغ 12 مليار، مقابل دفع الشركات لمبلغ 16 مليار سنويا للمجلس. وفي نفس الإطار أكدت مصادر مطلعة أن الدفعات لفائدة الشركات الخاصة نظير خدماتها للجماعات المحلية بلغت 260 مليون درهم دون تحقيق أي شيء من الأهداف المسطرة من قبل مجلس المدينة. بالمقابل، لاتزال شوارع الدارالبيضاء تغرق في الأزبال في الوقت الذي صرفت الملايير من المال العام، خاصة مع تحفظ كبير من طرف المجلس بإعطاء نسخ من العقود المبرمة بين المجلس والشركات الخاصة وكذا دفتر التحملات، الشيء الذي عرقل عمل اللجان المختصة بتدبير الشأن المحلي، فمن المسؤول عن هذه الحالة؟.