تعيش شوارع مدينة الدارالبيضاء اكتساحا خطيرا للأزبال طال حتى بعض المناطق المعروفة نسبياً بنظافتها من خلال حرص المسؤولين على أن تكون واجهة لامعة لمدينة عالمية، كالمعاريف وعين الذئاب! وأرجع مهتمون انتشار الأزبال هذا في شوارع وأزقة الدارالبيضاء إلى انشغال المسؤولين بالانتخابات الجماعية ل 12 يونيو الماضي، ابتداء من الحملة وانتهاء بالاقتراع وإعلان نتائج تشكيل مكاتب المقاطعات ومجلس المدينة، حيث «استغلت» الشركات المكلفة بالنظافة هذه الظرفية وتراخت عن أداء وظيفتها التي حصلت عليها وفق دفتر تحملات يحدد المهام والواجبات. وقد شهدت منطقة سيدي بليوط امتلاء الحاويات بالقذارة والأزبال دون أن تجد من يفرغها ، حيث «ترامت» الأزبال على جوانبها، الشيء الذي جذب أسراب الذباب والباعوض والصراصير التي كشرت عن «أنيابها»، وشرعت في مهاجمة المارة، والسكان على السواء. نفس المشهد عرفته جل مناطق مدينة الدارالبيضاء وأحيائها الهامشية، حيث لم يسلم حي مولاي رشيد، ولا درب غلف، ولا درب السلطان أو البرنوصي أو عين السبع وسيدي مومن الذي يشتهر بالمساحات الفارغة التي تغزوها الأزبال والصراصير والجرذان، مما أسفر عن إنشاء أسراب من الذباب والباعوض الذي يهجم على السكان ويقض مضاجعهم ، خاصة في الفترات الليلية. مشهد الأزبال «البيضاوية» غزا حتى بعض الشوارع الرئيسية كشارع محمد الخامس والزرقطوني وابن تاشفين وغيرها ليصير منظراً مألوفاً منذ بداية الحملة الانتخابية، حتى إنه في بعض الأزقة والأحياء مازلت حاويات الأزبال ومحيطها تضم «مناشير» الحملة الانتخابية التي انتهت منذ حوالي أسبوعين! وارتباطاً بموضوع الأزبال البيضاوية ومخلفاتها، فقد ساهمت درجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها المدينة في الأسبوع الماضي، في إنتاج روائح كريهة رفعت من درجة استياء المواطنين، في غياب أي تدخل من المسؤولين الذين ألهاهم الاستحقاق الانتخابي عن مراعاة مصالح المواطنين البيضاويين، وتوفير شروط الصحة والسلامة لهم! هذا الوضع يحيلنا على طريقة تفويت صفقات نظافة المدينة إلى شركات خاصة وفق دفاتر تحملات تنص على تنظيم عملية تنظيف مناطق نفوذها، مع إمكانية المحاسبة، لكن مقربين من ملف شركات النظافة الخاصة، أكدوا أن هناك «تلاعبات» حصلت وتحصل بخصوص كمية الأزبال، وطريقة عمل هاته الشركات، حيث أن بعض المسؤولين عن مراقبة عمل شركات النظافة هاته يعلمون بهذه الخروقات ، لكن دون تدخل حاسم!.