عبد الله البقالي مدير جريدة العلم ونقيب الصحافيين المغاربة ***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** الأكيد أن متناضلتهم الحقوقية أميناتو حيدر، و أكيد أن رفاقها في التنظيم الحقوقي الذي ترأسه، وأكيد أن الذين شدوا الرحال من آقاليمنا الجنوبية إلى مخيمات الرابوني للمشاركة في مؤتمر جبهة البوليساريو الانفصالية، أكيد أن كل هؤلاء الذين يدعون مواجهة الخروقات التي تقترفها السلطات المغربية ضد حقوق الإنسان، وراحوا يسوقون هذه الأسطوانة في تجارة لم تعد أرباحها خافية على أحد اطلعوا على الرسالة المفتوحة التي وجهها 124 من معتقلي سجن الرشيد الرهيب في مخيمات لحمادة والتي ذكروا فيها بأشكال التعذيب ولتنكيل الرهيبة التي تعرضوا لها على أيادي مليشيات كان يشرف عليها قادة من الجبهة الإنفصالية طيلة سنوات عديدة من الاعتقال والاختطاف والاحتجاز، وهي أشكال التعذيب التي وصلت حد الاغتصاب بل والأدهى من ذلك حد اغتصاب زوجات المعتقلين انتقاما من أزواجهم. عادة ما تدعي جبهة البوليساريو الإنفصالية في كل مرة يتحرك فيها ملف حقوقي من الملفات الحقوقية الخطيرة بأن الأمر يتعلق بمن تصفهم ب ( الخونة) بما في ذلك الحالة الأخيرة حينما تم اختطاف ثلاثة شبان بعدما نشروا مواقف مخالفة ، لكن هذه المرة يصعب عليها أن تفك الخناق على عنقها، لأن الأمر يتعلق ب 124 مواطنا ينتمون فعلا إلى الجبهة الإنفصالية ويؤمنون بجميع طروحاتها بما في ذلك إيمانهم الراسخ بوجود دولة وهمية، وذنب هؤلاء الوحيد أنهم خالفوا قيادتهم الرأي ليتم اختطافهم و يلقى بهم لسنوات طويلة في سجن الرشيد الرهيب، وهم اليوم يطالبون بالإنصاف وإعادة الإعتبار وجبر الأضرار وأيضا محاكمة الجلادين الذين أشرفوا على التنكيل بهم وإلحاق الأذى بهم. فما رأي أميناتو حيدر والتامك وجماعتهم الذين يدعون دفاعهم على حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، وعلى حقوق من يسمونه ب ( الشعب الصحراوي)؟ طبعا لن يحركوا هذه المرة أيضا ساكنا، كما بالنسبة لملفات حقوقية كثيرة، ببساطة لأنهم يتعاملون مع قضية حقوق الإنسان بمنطق انتقائي صرف، وبخلفية سياسية محضة، لذلك من يتعامل بهذه المنهجية مع قضية مقدسة في حجم حقوق الإنسان، فإنه يمكن أن يكون تاجرا ومتاجرا بحقوق الإنسان، ويمكن أن يكون أداة من أدوات التنفيذ، إلا أن يكون مناضلا حقوقيا حقيقيا. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: