مع إرتفاع درجة حرارة الجو يتزايد إقبال المواطنين على شرب الماء من أجل تعويض الماء المهدر في عملية التعرق، لذلك أصبحنا نشاهد نساء ورجالا شيوخا وأطفالا يحملون قنينات الماء وهم يجوبون شوارع البيضاء، وبتنا نشاهد أيضا براميل عمومية مخصصة للشرب على مستوى أغلب الشوارع والأزقة وبمحاذاة المحلات يتردد على الشرب منها الأطفال والرجال والنساء لإطفاء نار عطشهم، غير مبالين بأنها طريقا سهلا لإنتقال العدوى والإصابة بالأمراض الخطيرة والمستعصية التي من الممكن أن تؤدي الى الوفاة، وذلك بسبب الاستعمال المشترك لنفس الكأس الملحق بتلك البراميل ناهيك عن إتساخها الواضح للعيان مما ينعكس سلبا على الصحة العمومية. أكدت «لبنا» أنها لا تستعمل تلك البراميل وإن كلفها الأمر الموت عطشا تفاديا لعدوى الأمراض، خاصة تلك المنتشرة مؤخرا والمرعبة كانفلونزا الخنازير. وأضافت أنها تفضل شراء قنينات المياه المعدنية أو أن تتحلى بالصبر حتى تعود للمنزل وتتزود بالماء. وفي نفس السياق تقول «خديجة» أنها تشمئز من طريقة عرض تلك البراميل فهي إما تقتني قارورة مياه معدنية أو تجلب معها قارورة ماء من المنزل بعد تجميدها. أما بالنسبة للأشخاص الذين أيدوا فكرة البراميل العمومية وشجعوا منتهجيها الذين لهم الأجر والثواب العظيم لأنهم يطفون نار عطش عامة الناس في زمن الحر، يقول «كريم» انه يقدم على الشرب منها فلا يهمه إلا إضفاء لهيب الحر متناسيا المساوئ التي قد تنجم عن الاستعمال المشترك لذات الكأس. أما أخرى فقالت أنها لاتحرج من الشرب من تلك الأواني الكبيرة المخصصة للماء، وأنها منذ بداية الصيف تستعمل تلك البراميل أينما صادفتها في الأماكن العمومية، والحمد لله أنها لم تظهر عليها أية علامات أو أعراض مرض ما لحد الآن. ويبقى تفادي إستعمال هذه البراميل أفضل وسيلة لتجنب الإصابة بأمراض خطيرة كمرض السل السريع العدوى ومرض إلتهاب الكبد الفيروسي التي تعد المياه الملوثة من أهم مسبباته. الى جانب الأمراض البسيطة الأخرى كإلتهاب اللوزتين والزكام وغيرها من الأمراض والميكروبات التي تنتقل عن طريق إستعمال نفس الوسائل كالأواني مثلا. لذلك وجب التحلي بالكثير من الحيطة والحذر من إستعمالها لأن من هب ودب يستعملها كالمشردين والسكارى، ويبقى الحل في التزود بالماء هو جلبه من المنزل أو اقتناء قنينات المياه المعدنية لأن الوقاية خير من العلاج